كثيرون منا على قيد الحياة، قليلون من على قيد الإنسانية، أيام معدودة وتدخل الحرب على قطاع غزة شهرها الثامن، والعصابات الفاقدة للقيم والأخلاق، ما زالت تصب جام غضبها في قصف مخيمات اللاجئين التي تعج بالنساء والأطفال والشيوخ، يقابل ذلك استمرار دعم البيت الأسود/ الذي لا يستحق كلمة أبيض، وردود فعل مخجلة من معظم الدول العالمية والعربية في إطار الأقوال وليس الأفعال الممزوجة بالتباكي على قطاع غزة، وعلى الأبرياء.
أعظم القوى العسكرية على وجه الأرض المزودة بأقوى أسلحة دول الغرب، بعد ثمانية أشهر، غير قادرة على هزيمة مقاتل حافي القدمين، في الواقع، هذا المقاتل الحافي القدمين يهزمهم بقوة تجعلك من أول نظرة للمشهد تعرف من المحتل ومن صاحب الأرض.
يبدو السؤال منطقيا عن سبب عدم تركيز الإعلام العربي والغربي على خسائر إسرائيل نستثني من ذلك “الجزيرة”، والتركيز فقط على الخسائر الفلسطينية في غزة، فإن التركيز على خسائر الفلسطينيين من حيث عدد الشهداء والجرحى والنازحين والأيتام والأرامل وعدد البيوت المهدومة بالإضافة الى انهيار القطاع الصحي كل ما يراد من ذلك ضمنيًا أن عدوك أقوى منك، وأن الأَولى عدم محاربته، كونه سينتقم انتقاما بشعا، لكنه والله وبكسر الهاء كمان نقول في أحاديثنا المتأكدين منها ان المقاومة فاقت عليكم وانتصرت وهذا ما يغيظكم ويزيدكم جنون يصل إلى حرق الأخضر واليابس والاستنجاد بالغرب المتحضر شريك الجريمة وتردي الخُلق. يكذبون ويقولون: سقط الآلاف في غزة، الحقيقة هم من ارتقوا ونحن من سقطنا.
لو نكون أحراراً لمرة واحدة وأخيرة، ماذا ننتظر؟ أليس فيكم ثلة من الأحرار؟ ألا إن لعنة الإنسانية ستلاحقكم أبد الدهر،
إن لم تتحركوا وترفعو عنكم وصمة العار، إننا لمسؤولون بحكم الجيرة ورابط الدين، الخلاصة هنا أن مواصلة الكذب فيما يخص حرب قطاع غزة، وادعاء الاعتراض عليها، أمر غير كاف، ولا بد من وقف الحرب، حتى لا يأتي يوم تتوزع فيه كلفتها على الجميع.