عبرت يولاندا دياز، زعيمة حزب سومار اليساري وزيرة العمل في الحكومة الإسبانية عن دعمها لقرار بلادها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقالت إن فلسطين “ستكون حرة من النهر إلى البحر”، وهو التصريح الذي أغضب الاحتلال.
في مقطع فيديو نشرته على حسابها الرسمي على منصة “إكس” قالت دياز: “نرحب اليوم باعتراف إسبانيا بدولة فلسطين”، لكن “لا يمكننا التوقف عند هذا الحد”.
ولم تخلف الزعيمة السياسية والوزيرة الإسبانية المناسبة من أجل التنديد بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، واختتمت مقطع الفيديو بترديد عبارة: “فلسطين ستكون حرة من النهر إلى البحر”.
في الجهة المقابلة، أغضبت تصريحات الوزيرة الإسبانية الاحتلال الإسرائيلي، واتهمها بأنها “تتبنى شعار حماس”.
رد إسرائيل على الوزيرة دياز جاء عبر سفيرته في إسبانيا روديكا راديان-غوردون، والتي عبرت عن “رفضها المطلق لتصريحات يولاندا دياز”، واتهمتها بـ”توظيف شعار حركة حماس”.
في تدوينة لها على إكس قالت سفيرة الاحتلال في مدريد: “هذا التعبير هو دعوة واضحة إلى إزالة إسرائيل، وهي التصريحات المعادية للسامية لا يمكن أن يكون لها مكان في مجتمع ديمقراطي”.
كما زعمت أنه “من غير المقبول بتاتاً أن (هذه الكلمات) تفوّهت بها مسؤولة في الحكومة”.
في غضون ذلك، وبّخت إسرائيل، الخميس 26 مايو/أيار 2024، سفراء أيرلندا وإسبانيا والنرويج على خلفية إعلان حكوماتهم أمس قراراً الاعتراف بدولة فلسطين.
وزارة الخارجية الإسرائيلية، قالت في بيان: “بتوجيه من وزير الخارجية يسرائيل كاتس، أجرى المدير العام لوزارة الخارجية يعقوب بليتشتاين اليوم محادثة توبيخية مع سفراء أيرلندا وإسبانيا والنرويج بعد اعتراف حكوماتهم بالدولة الفلسطينية”.
وعقدت الجلسة في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية بالقدس الغربية.
الخارجية، نقلت عن بليتشتاين قوله للسفراء: “القرار الملتوي لحكوماتكم هو مكافأة لحماس – حماس تهنئكم عليه، سيكون لهذا القرار عواقب خطيرة أخرى على علاقاتنا مع بلدانكم”، وفق تعبيره.
كما أضاف: “اعتراف حكوماتكم لا يعزز السلام، ويعطي حماس دفعة، ويزيد من صعوبة الوصول لصفقة لإطلاق سراح الرهائن”.
وتابع: “ستكون هناك عواقب وخيمة إضافية على العلاقات مع بلدانكم بعد القرار الذي اتخذتموه”، دون توضيح ماهية تلك العواقب.
وكانت إسرائيل احتجت بشدة على قرار إيرلندا وإسبانيا والنرويج، أمس الأربعاء، الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعلى إثر القرار استدعت سفراءها لدى الدول الثلاث للتشاور.
والأربعاء 22 مايو/أيار 2024، أعلنت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا، اعترافها رسمياً بدولة فلسطين اعتباراً من 28 مايو/أيار الجاري.
وقبل هذا التطور، كانت 8 بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين، وهي: بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وإدارة جنوب قبرص الرومية والسويد.
الى ذلك أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة قراره منع القنصلية الإسبانية العامة في القدس من تقديم خدماتها للفلسطينيين، وذلك رداً على قرار مدريد الاعتراف بدولة فلسطين.
وفي منشور على منصة إكس، قال كاتس: “رداً على اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية والدعوة المعادية للسامية التي أطلقها نائب رئيس الوزراء الإسباني ليس فقط للاعتراف بالدولة الفلسطينية بل ‘لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، قررت قطع العلاقة بين التمثيل الإسباني في إسرائيل والفلسطينيين، ومنع القنصلية الإسبانية في القدس من تقديم الخدمات للفلسطينيين من الضفة الغربية”.
كاتس أضاف: “إذا كانت هذه الشخصية الجاهلة (نائب رئيس الوزراء الإسباني) المليئة بالكراهية تريد أن تفهم ما الذي يسعى إليه الإسلام الراديكالي حقاً، فعليها أن تدرس 700 عام من الحكم الإسلامي في الأندلس – إسبانيا اليوم”، على حد قوله.
إجراء غير مسبوق
ويعتبر هذا الإجراء غير مسبوق في العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل مع الدول التي لها قنصليات عامة في القدس.
ولم يسبق أن لجأت إسرائيل الى مثل هذا الإجراء بما في ذلك عندما اعترفت السويد بفلسطين في أكتوبر/تشرين أول 2014.
ولدى العديد من الدول قنصليات عامة بالقدس الشرقية المحتلة، بعضها ما قبل العام 1967.