قال مفوّض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي يانيز لينارتشيتش، الثلاثاء، إن الأزمة السورية تطورت لتصبح واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية وواحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العالم.
وأضاف خلال افتتاح فعاليات يوم الحوار من مؤتمر بروكسل الثامن لمستقبل سوريا والمنطقة، أن الوضع في سوريا يتفاقم كل عام مع إحراز تقدم ضئيل نحو إيجاد حل، إلا أن الأمل موجود مع إطلاق المؤتمر الحالي الذي يقدم إصراراً والتزاماً غير منقوصين لبناء سوريا أفضل.
وأكد على أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب السوريين، ومؤتمر بروكسل الثامن يؤكد من جديد الالتزام بدعم السوريين في البلاد وفي جميع أنحاء هذه المنطقة.
وأوضح لينارتشيتش أن الاستمرار في الدفع من أجل السلام في سوريا في ظل تغييرات طفيفة لفترة طويلة هو أمر مرهق ومحبط، ولكن لا نزال بحاجة ماسة إلى مواصلة هذه الجهود وتكثيفها.
ووصف المفوض الأوروبي نسيج المجتمع السوري بأنه “يتفكك”، مع وجود أكثر من 70% من السوريين بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مؤكدا على أن الافتقار المستمر لاحترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان يعني أن البنية التحتية العامة لا تزال غير متاحة على نطاق واسع.
وأضاف أن السوريين يعيشون منذ سنوات في ظل “التهديد المستمر بالعنف”، واصفا سوريا أنها لا تزال غير منخرطة في عملية سياسية من شأنها فتح أبواب إعادة الإعمار.
وأكد على أن تداعيات الحرب في غزة، وأضرار الزلازل المأساوية التي ضربت تركيا وشمالي سوريا العام الماضي “فاقمت الأوضاع ليس في سوريا وحسب إنما يمتد إلى دول مجاورة”.
“منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، استقبلت الدول المجاورة 5 ملايين سوري، وعلى وجه الخصوص، الأردن وتركيا وبالطبع لبنان، حيث أدت الأزمة في غزة إلى فرض المزيد من الضغوط على المجتمعات المضيفة”، وفق لينارتشيتش.
وأعاد التأكيد على أن الوضع الحالي في سوريا “يتجاوز اليأس، لكن يجب ألا نفقد الأمل”.
ودعا إلى ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، ويشمل ذلك الوصول الآمن وبدون عوائق وبدون انقطاع للعمليات الإنسانية، مؤكدا على أن المساعدات هي حق من حقوق الإنسان، وليست ورقة سياسية.
وأكد على الحاجة إلى منظور أطول أجلاً، يشمل الدعوة إلى التعافي المبكر والقدرة على الصمود وتحقيق شروط العودة.
وأكد لينارتشيتش على أن أوروبا تواصل الدعوة إلى العودة المستدامة والآمنة والطوعية للاجئين إلى سوريا، ولكن فقط عند استيفاء الشروط، في وقت لا يزال السوريون بحاجة فيه إلى الدعم والحماية.
وطالب بمزيد من التمويل، موضحا أن الاتحاد الأوروبي حشد منذ بداية الأزمة أكثر من 33 مليار يورو من المساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار والمرونة لهذه الأزمة، ما يجعل أوروبا واحدة من أكبر المانحين في العالم لسوريا.
وأضاف “ما زلنا بحاجة ماسة إلى المزيد من التمويل من المزيد من الجهات المانحة، وآمل أن يتحقق ذلك في الاجتماع الوزاري المقبل”.