تأمل جمعيات تعاونية وأسر عجلونية منتجة، باتت متخصصة بالمنتجات الريفية، بأن تجد لنفسها مساحة تسويقية دائمة في مواقع الجذب السياحي في محافظة عجلون، خصوصا بعد أن أثبتت المعارض المؤقتة، التي تم إقامتها، أكثر من مرة، في ساحة قلعة عجلون، ومحطتي التلفريك جدواها، بسبب أعداد الزوار الكبير، والذي أتاح فرصة تسويقية غير مسبوقة، لا يمكن أن تتحقق بمواقع أخرى.
المشاريع المنتجة في عجلون، كانت بدأت بأعداد محدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليد، غير انها أصبحت تنتشر في مختلف المناطق وبأعداد تقدر بالمئات، لا سيما وأن كثيرا من تلك المشاريع، حققت نجاحات واستطاع أصحابها إيجاد مصدر دخل جيد مكنهم من الإنفاق على أنفسهم وسد احتياجات عوائلهم، ما يستدعي وفق مهتمين، رعايتهم ودعمهم.
ويبين المهتم بالشأن التنموي، علي المومني، أن هؤلاء ينتجون في مشاريعهم أنواعا من الأطعمة البلدية التي تلقى رواجا جيدا، كصناعة مشتقات الألبان والمخللات وأنواع من الخبز والفطائر، فيما تجاوز بعضهم ذلك لإنتاج مشغولات وتحف يدوية، داعيا وزارة السياحة والمناطق التنموية إلى دعمهم وتوفير معارض دائمة لهم في ساحات المواقع الأثرية والسياحية التي تشهد إقبالا كبيرا من الزوار والسياح، خصوصا قلعة عجلون ومار إلياس والتلفريك.
ويقول منسق عدد من المهرجانات ورئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس المحافظة، منذر الزغول، إن منتجات هذه الأسر بدأت تُنافس أكبر المنتجات العالمية الطبيعية في الجودة وطريق التعبئة والتغليف والعرض، مشيرا إلى أن عدد الأسر العاملة في مجال المنتجات الريفية والحرف اليدوية العجلونية بدأ يزداد بشكل لافت جدا، ويقدر بالمئات، ما يستدعي دعمهم تنمويا والتسهيل عليهم بإصدار الموافقات لإقامة معارضهم بشكل دوري ومتكرر في المواقع السياحية والأثرية.
وأكد أن ازدياد عدد الأسر العاملة في مجال المنتجات الريفية من شأنه دعم القطاع الزراعي، وتوفير مئات فرص العمل الجديدة وتحسين دخول هذه الأسر التي في غالبيتها تعاني ظروفا خاصة وصعبة.
وأكد أن الجهات المنظمة للمهرجان بصدد الاستعداد لتنظيم مزيد من المهرجانات خلال الصيف، وستتوج جميع هذه الجهود بتنظيم مهرجان الزيتون العجلوني العاشر في أواخر شهر تشرين الأول(أكتوبر) في ساحة قلعة عجلون التاريخية.
ويؤكد محمد القضاة أن قصص نجاح هذه الأسر العجلونية المنتجة بدأت تكبر وتكبر، مؤكدا سيكون لهذه الأسر شأن كبير في تنمية المحافظة وازدهارها، وأن تكون المنتجات العجلونية الطبيعية المقصد الآخر المهم لكافة الزوار، ما يتوجب علينا جميعا دعم هذه الأسر بشتى الطرق والسبل وخاصة من خلال تسويق منتجاتهم وتسهيل إقامة معارض المنتجات الريفية العجلونية داخل وخارج المحافظة، لأن هذا سيساهم إلى حد كبير بدعم هذه الأسر واستمرار عملها.
وزاد أن الإسراع بإنجاز السوق الريفي في عجلون، سيكون له أثر كبير على الأسر المنتجة التي تعاني من صعوبات التسويق، إضافة إلى أن هذا السوق، سيوفر عشرات فرص العمل الدائمة والموسمية لأبناء المحافظة.
يشار إلى أن عشرات الفتيات استطعن إنشاء مشاريعهن الخاصة وتطويرها، وتمكن من خلالها من إعالة أنفسهن وأسرهن، بحيث يعمل بعضهن في صناعة وبيع المواد الغذائية بأنفسهن أو من خلال الجمعيات، فيما استطاعت أخريات أن يقدمن أكلات شعبية من المنتجات المحلية الريفية، بحيث باتت تلقى رواجا وإقبالا من قبل الزبائن.
وتشتهر المحافظة بمنتجاتها الشعبية، كالفطائر والزلابيا وأنواع أخرى كالعسل ودبس الرمان والعنب والخروب ومنتجات ذات جودة عالية كالزيت والعسل والثمار المجففة والأعشاب الطبية، إضافة إلى الحرف التقليدية.
إلى ذلك، أعربت مشاركات بمعرض المنتجات العجلونية الذي عقد مؤخرا عن رغبتهن باستمرار هذه المعارض المؤقتة خلال العطل والأعياد.
وتقول سمر الزغول إنها تتابع الشابة دعاء الزغول ذات الحاجات الخاصة والمبدعة في عمل الكثير من الحرف التقليدية كالسبحات والحلي من نوى الزيتون والمشمش والجوز والبلوط، ما وفر لها دخلا جيدا تستطيع الإنفاق منه، مؤكدة أن تزايد أعداد الزوار للمحافظة ووجود فرصة للمشاركة بمعارض المنتجات بات يشكل فرصة جيدة للتسويق.
ربى بني مصطفى، تبين أن لديها جمعية متخصصة في صناعة عدد من المنتجات المحلية العجلونية كالسماق والزعتر البلدي والبطم وأنواع من الكعك، مؤكدة أنها باتت جميعها تشكل مصدر دخل للعديد من السيدات الأعضاء في الجمعية.
وتقول غادة القضاة، وهي رئيسة جمعية فاطمة الزهراء العاونية، إن الجمعية يتوفر لديها مطبخا إنتاجيا تشارك فيه عدة سيدات، بحيث يتم إنتاج أنواع عديدة من الأطعمة البلدية، مؤكدة أن المشاركة في المهرجانات والمعارض بات يحقق فائدة كبيرة، ويساهم إلى حد كبير في التسويق بأسعار مناسبة.
وأكد محافظ عجلون الدكتور قبلان الشريف، استعداده لتقديم كل الدعم والمساندة للأسر العجلونية المنتجة، واعدا بتسهيل إقامة معارض المنتجات العجلونية التي من شأنها دعم الأسر العجلونية وتسويق منتجاتهم، مشيدا بالتطور الكبير الذي بدأت تشهده المنتجات العجلونية من ناحية الجودة والتغليف والعرض، الأمر الذي يشجع على زيادة تسويق هذه المنتجات داخل وخارج الأردن.
وقال مدير عام المناطق التنموية الأردنية يوسف عرفات، إن منتجات محافظة عجلون الطبيعية أصبحت بجودة عالية ومنافسة، مؤكدا أن المناطق التنموية ستكون من أكبر الداعمين للجمعيات وللأسر المنتجة في محافظة عجلون وخاصة في مجال المساهمة في تسويق منتجاتهم، وفتح أسواق جديدة لهم في محطتي تلفريك عجلون.
وزاد أن المناطق التنموية سوف تعمل على إيجاد أسواق للمنتجات العجلونية في نهاية كل أسبوع بالتنسيق مع المحافظة ومجلس المحافظة ومديرية التنمية والبلديات ومختلف الجهات المعنية، مؤكدا أن رسالة المناطق التنموية الأردنية تهدف إلى مساعدة المجتمعات المحلية والأسر المنتجة وتطوير مهاراتهم وإمكاناتهم وتوفير فرص عمل لأبناء وبنات المنطقة، ومساعدة الأسر المنتجة
على تسويق منتجاتهم.