“حرك عقلك لملء بطنك بأقل تكلفة”.. هذا هو شعار صاحب مطعم فرنسي مغربي، مقيم في مدينة بريتاني شمال غربي فرنسا، حيث يعرض على زبائنه حل معادلة رياضية من مقرر البكالوريا من أجل الحصول على وجبة إفطار صباحية بالمجان.
واختار الشاب المغربي طريقة جديدة لمشاركة شغفه بالرياضيات، وقاده حبه للأرقام لتقديم وجبة فطور مجانية بنكهات مغربية مقابل حل المعادلات الرياضية، داخل مقهاه الصغير في “سانت بريوك” حيث يقيم منذ عام 2005.
والتحق رضوان الذي حصل على درجة الماجستير في الرياضيات في بلد الأم بفرنسا لإتمام درجة الدكتوراه في تخصص الرياضيات التطبيقية” إلا أن الظروف منعته من تحقيق هدفه.
شغف الأرقام
ويحكي رضوان لموقع “سكاي نيوز عربية” كيف سافر إلى فرنسا ويقول: “وصلت إلى فرنسا عام 1999، لكنني لم أستطع تحقيق حلمي لأنني لم أحصل على المنحة الدراسية، فاضطررت للتخلي عن مساري الدراسي لكن ليس على حبي لهذه المادة”.
ومن منذ ذلك الحين بدأ الشاب المغربي يعطي دروسا خصوصية للتلاميذ الذين يعانون من مشاكل في مادة الرياضيات إلى جانب عمله اليومي.
ويقول رضوان الغزالي بابتسامة على محياه، “المنطق الرياضي حاضر في حياتي بقوة ولم يغب عن ذهني. لقد عملت في البناء، وكانت الرياضيات مفيدة لي، ثم عملت في المخابز، وكانت الرياضيات مفيدة لي أيضا.العقل الرياضي هو عقل مفعم بالحيوية قليلاً. نحن نفهم الأشياء بسرعة أكبر قليلاً”.
وشغف رضوان بالرياضات لم يوقف عند هذا الحد بل قام بربط مطعمه الذي افتتحه في أكتوبر 2023، بشغفه الدائم بالرياضيات، فأصبح يطرح بعض المسائل الرياضية لدغدغة أدمغة زبنائه.
وبالإضافة إلى الأكلات المغربيات من طواجن وبانيني وسندويشات، يعرض صاحب المطعم كل أسبوع معادلة رياضية على زبنائه وأول من يتوصل للحل يحصل على وجبة إفطار بالمجان.
شعاره التحدي
إلى حدود اليوم، لم يتوقع رضوان أن تتحول مبادرته إلى وسيلة لجذب الزبناء وطريقة للتعريف بمطعمه الجديد.
ويقول رضوان الشغوف بالأرقام: “كان الهدف هو حث الناس على التحدي وجعلهم يتوقفون ويفكرون قليلاً. المطعم ليس كبيرًا جدًا، لذلك أردت إنشاء مساحة مختلفة، مكان ودود يشبهني”
ويضيف الشاب المغربي: “فعلا أصبحت المبادرة تجذب الفضوليين وتؤثر على أجيال مختلفة، وباستمتاع كبير يحاول الأجداد حل المسائل ويلتقطون صورا للتمارين ويرسلونها إلى أحفادهم، كما يتحدى الزبناء بعضهم البعض. لقد خلقت جوا عائليا داخل مطعمي”
ويتابع رضوان: “هناك أشخاص يأخذون الوقت الكافي للقيام بذلك بشكل مباشر. وفي بعض الأحيان، يتطلب الأمر تفكيرًا، وهنا يأتي دوري لأتحدث معهم فأكون سعيدا بمساعدتهم”.
وفي ختام حديثه أكد الشاب أن رسالته التي يسعى حاليا إلى تمريرها لرواد المطعم هي التأكيد على حفاوة الضيافة المغربية وضرورة استعمال المنطق في الحياة اليومية، وبناء العلاقات بين الناس على الاحترام والتقدير.