قالت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، إن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتقدون أن الهجمات الصاروخية أو الطائرات بدون طيار الكبرى التي تشنها إيران أو وكلاؤها ضد أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل “أصبحت وشيكة”، فيما قد يمثل اتساعاً كبيراً في الصراع المستمر منذ ستة أشهر، وفقاً لأشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لمناقشة أمور سرية، إن الهجوم المحتمل، ربما باستخدام صواريخ عالية الدقة، قد يحدث في الأيام المقبلة.
فيما قال أحد المصادر، إن الأمر بات “شبه مؤكدا” و يُنظر إليه على أنه مسألة وقت فقط، وذلك بناءً على تقييمات المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.
وهددت إيران بضرب إسرائيل رداً على هجوم على مجمع دبلوماسي في العاصمة السورية دمشق، الأسبوع الماضي؛ أدى إلى مقتل مسؤولين عسكريين إيرانيين كبار. ولم يعترف الاحتلال صراحة بوقوفه وراء هذا الهجوم، على الرغم من أنه اتبع تقليدياً سياسة الغموض بشأن العمليات في سوريا ولبنان وأماكن أخرى.
وفي السياق ذاته، قال مصدر مطلع لوكالة رويترز إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكغورك اتصل بوزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والعراق ليطلب منهم إيصال رسالة إلى إيران تحثها على خفض التوتر مع إسرائيل في أعقاب غارة جوية يشتبه أنها إسرائيلية على قنصلية إيرانية بسوريا.
وقال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن ماكغورك طلب من المسؤولين التواصل مع وزير الخارجية الإيراني لنقل رسالة مفادها أنه يجب على إيران التهدئة مع إسرائيل، وإنهم فعلوا ذلك.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الأربعاء إن وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والعراق تحدثوا هاتفيا مع وزير الخارجية الإيراني وناقشوا التوتر في المنطقة.
قد لا يأتي بالضرورة من الشمال
المصادر نفسها، كشفت أنه تم إبلاغ حلفاء إسرائيل الغربيين بأن المنشآت الحكومية والعسكرية الإسرائيلية قد تكون مستهدفة لكن من غير المتوقع أن يتم استهداف المنشآت المدنية. كما أضافت أن المسؤولين الأمريكيين يساعدون إسرائيل في التخطيط وتبادل التقييمات الاستخباراتية.
وقد أبلغت إسرائيل حلفاءها أنها تنتظر حدوث هذا الهجوم قبل شن هجوم بري آخر ضد حماس في رفح بغزة، رغم أنه ليس من الواضح متى قد تبدأ هذه العملية.
المصادر نفسها كشفت أن المخابرات الأمريكية والغربية تشير إلى أن هجوماً من إيران ووكلائها قد لا يأتي بالضرورة من شمال إسرائيل، حيث يقع حزب الله، حليف طهران في لبنان.
فيما يتفق المسؤولون الإسرائيليون مع وجهة نظر الحلفاء، وهددوا إيران علناً بأنها إذا ضربت الأراضي الإسرائيلية، فإن إسرائيل ستضرب الأراضي الإيرانية.
في وقت سابق من يوم الأربعاء، كرر المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، تعهده بالرد على إسرائيل رداً على الغارة التي نفذتها في دمشق، والتي قال إنها بمثابة هجوم على الأراضي الإيرانية.
البعثات الدبلوماسية الأجنبية تضع خطط طوارئ
في السياق، تحدث مصدر آخر للوكالة الأمريكية عن استعداد البعثات الدبلوماسية الأجنبية للضربات المحتملة، وقد بدأت بوضع خطط طوارئ للإخلاء وسط طلبات من السلطات الإسرائيلية بشأن إمدادات الطوارئ مثل المولدات والهواتف الفضائية، مشيرًة إلى أنهم ليسوا على علم بأي بعثات غربية تخطط للإخلاء الفوري.
وبينما تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار في غزة، أشارت إدارة بايدن أيضاً إلى استعدادها لإعادة البلاد في حالة وقوع هجوم من قبل إيران أو وكلائها.
والأربعاء أيضاً، صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلاً: “نريد أيضاً معالجة التهديد الإيراني بشن هجوم كبير، إنهم يهددون بشن هجوم كبير في إسرائيل”.
وأضاف: “كما قلت لرئيس الوزراء نتنياهو، فإن التزامنا بأمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها التزام قوي، سنفعل كل ما في وسعنا لحماية أمن إسرائيل”.
كما تم اعتبار السفارات الإسرائيلية أهدافاً لهجمات محتملة، في أعقاب الغارة على دمشق، الأسبوع الماضي، مع إغلاق العديد من البعثات في جميع أنحاء العالم.
شركة طيران ألمانية تعلق رحلاتها
في سياق متصل، قالت شركة لوفتهانزا الألمانية، الأربعاء، إنها قررت بعد تقييم دقيق، تعليق رحلاتها من وإلى طهران حتى الخميس على الأرجح، “بسبب الوضع الحالي في الشرق الأوسط”.
وقال متحدث باسم الشركة لـ”رويترز”: “نراقب الوضع في الشرق الأوسط باستمرار وعلى اتصال وثيق مع السلطات. سلامة الركاب وأفراد الطاقم هي الأولوية القصوى لـ(لوفتهانزا)”.
في وقت سابقٍ الأربعاء، قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، إن إسرائيل “يجب أن تعاقَب، وستعاقَب” على مهاجمتها مجمع السفارة الإيرانية في دمشق.
وفي ردٍّ واضح على ما قاله خامنئي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن إسرائيل ستردُّ على إيران داخل أراضيها إذا شنت طهران هجوماً من هناك.