بيعت فروع ماكدونالدز في إسرائيل بعد قرار الشركة الأمريكية الأم بتولي السيطرة المباشرة وسحب الامتياز من الشركة الإسرائيلية، وذلك بعد أشهر من حملات مقاطعة طالت الشركة على خلفية توزيع صاحب الامتياز الإسرائيلي وجبات مجانية على جنود الجيش الإسرائيلي خلال حربهم على غزة المستمرة للشهر السابع على التوالي.
قررت ماكدونالدز شراء فروعها في إسرائيل من شركة ألونيال المحدودة (Alonyal Ltd)، لتتولى السيطرة المباشرة على العمليات، بعد 30 عاماً من إدارة الشركة الإسرائيلية للامتياز.
لكن الشركة أكدت تواجدها في السوق الإسرائيلي، إذ قال جو سمبلز، الذي يقود قطاع ماكدونالدز الذي يشرف على الأسواق الدولية: “لا تزال ماكدونالدز ملتزمة تجاه السوق الإسرائيلية وبضمان تجربة إيجابية للموظفين والعملاء في السوق في المستقبل”.
حيث لا يزال 225 مطعماً لماكدونالدز تعمل في إسرائيل، وتوظف أكثر من 5 آلاف شخص، لكن أصبحت ملكيتها وإدارتها تعود للشركة الأمريكية ماكدونالدز، وليس لصاحب الامتياز الإسرائيلي الذي أدار الشركة حتى وقت إعلان هذا البيان يوم الخميس 4 أبريل/نيسان 2024.
من جانبه، قال عمري بادان، الرئيس التنفيذي ومالك شركة “ألونيال”، إنه بعد “إتمام الصفقة في الأشهر المقبلة، ستمتلك ماكدونالدز مطاعم وعمليات (ألونيال) مع الاحتفاظ بموظفيها”، حسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
هذا؛ ولم تكشف الشركتان عن شروط الصفقة، لكنهما توقعتا إتمامها خلال الأشهر القليلة المقبلة.
لكن موقع Calcalist، وهو موقع إخباري مالي إسرائيلي، قال إن الشركة تعتزم البحث عن صاحب امتياز جديد لعملياتها الإسرائيلية بعد أشهر قليلة من الانتهاء من عملية الاستحواذ.
تعرضت سلسلة الوجبات السريعة الأمريكية للمقاطعة منذ إعلان الشركة الإسرائيلية صاحبة الامتياز، التبرع بوجبات مجانية للجيش الإسرائيلي في الأيام الأولى من شن الحرب ضد قطاع غزة المحاصر.
إذ قالت شركة ماكدونالدز في إسرائيل إنها قدمت آلاف الوجبات المجانية لأفراد الجيش الإسرائيلي بعد أيام فقط من الحرب، وعادت لاحقاً لتؤكد تبرعها بالوجبات المجانية “لجميع المنخرطين في الدفاع عن الدولة، وللمستشفيات والمناطق المحيطة بها”.
دعوات لمقاطعة ماكدونالدز
حولت هذه التبرعات المجانية للجنود في ساحات القتال ماكدونالدز -وشركات عالمية أخرى- إلى قضية محورية خلال المراحل الأولى من الحرب في غزة، كما وصفته صحيفة “بلومبرغ-Bloomberg” الأمريكية.
إذ دفع هذا مشغلي الامتياز في دول مثل المملكة العربية السعودية وماليزيا وباكستان إلى انتقاد هذه الإجراءات علناً، فيما انطلقت حملات تطالب بمقاطعة منتجات الشركة.
كما أضافت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) ماكدونالدز ضمن قائمة الشركات التي تدعم مقاطعتها، رغم إِشارتها إلى أنها لم تكن الجهة التي بدأت الدعوة إليها، واعتبرت أن مقاطعة هذه الشركات تأتي بسبب “تواطؤ هذه العلامات التجارية في الإبادة الجماعية والفصل العنصري اللذين ترتكبهما إسرائيل ضد الفلسطينيين”.
خسائر ماكدونالدز
مؤخراً؛ أعلن المدير المالي لماكدونالدز، إيان بوردن، عن انخفاض مبيعات الشركة في الربع الأول من 2024 نتيجة تأثرها بما وصفه “الصراع في الشرق الأوسط”.
فيما قال المدير المالي للشركة، 13 مارس/آذار 2024، إن المبيعات المماثلة للربع الأول في قطاع الأسواق التنموية الدولية المرخصة لشركة ماكدونالدز ستكون “أقل قليلاً” من فترة الثلاثة أشهر السابقة.
فيما وعد حينها بمواصلة التعامل مع ما سماه “آثار الحرب في الشرق الأوسط”. بعد ساعات من التصريحات رُصد أن خسائر الشركة في البورصة وصلت لـ 7 مليارات دولار من قيمتها، حسب شبكة CNBC الأمريكية المتخصصة بأمور السوق والاقتصاد.
وسبقه (في يناير/كانون الثاني 2024) إعلان الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز، كريس كيمبكزينسكي، عن أن الشركة شهدت “تأثيراً ملموساً” في العديد من الأسواق في الشرق الأوسط وبعضها خارج المنطقة بسبب الحرب.
أما قبل أيام من إعلان استحواذ الشركة الأم على فروع ماكدونالدز في إسرائيل، فقد أصدر الرئيس التنفيذي بياناً آخر قال فيه إن الشركة “تدين بشدة العنف وخطاب الكراهية” وتشعر “بالانزعاج العميق بسبب أعمال معاداة السامية والإسلاموفوبيا”، حسبما ذكر تقرير “بلومبرغ”.