بقلم – محمد البراهمة
في السابق كان المحلل السياسي شخصاً له قيمة علمية في المجتمع إما أن يكون باحثاً بالشؤون السياسية لدولة ما أو دكتور جامعي له علاقة بالعلوم السياسية والعسكرية وما شابه، وإما أن يكون خبيراً عسكرياً له باع طويل بالخدمة العسكرية ومعرفة تحليل شؤون الحرب كما هو اللواء ” فايز الدويري ” والكثير من الأشخاص ذات القيمة العلمية الكبيرة القادرة على تحليل الموقف بدقة وموضوعية ووضوح.
ولكن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح التحليل السياسي أمراً بقمة السهولة فهنالك من يمسك هاتفه بالساعات وهو جالس في منزله دون أدنى علم بالعلوم السياسية والعسكرية ويقوم ببث أفكار من مخيلته على هذه المواقع دون وجود رقابة على مثل هكذا محتوى منهم من ينشر عن “القضية الأولى ” القضية الفلسطينية ويبدأ في تخوين جهات سياسية ووفصائل المقاومة “بغض النظر من الفصيل ” ويبدأ ببث بعض الأفكار التي أكتسبها من ” الفيسبوك “.
ومنهم من يبدأ بتحليل الموقف السياسي للوطن العربي ” الربيع العربي ” بِدأً بالثورة السورية ومروراً بالثورة المصرية والأحداث التي رافقتها وتحليل ” على جنب وطرف ”
ومنهم من يبدأ بتخوين الآخرين والتشكيك بعروبتهم وانتمائهم لبلادهم على سبيل المثال: تصدرت أفواه عدة أن من هم عند السفارة الصهيونية في عمان هم بعض أشخاص زارعين للفتنة مزعجين لأمن وأمان البلد كارهين لأجهزتنا الأمنية لكن حقيقة من يقول ذلك هو شخص لم يشترك في أي تجمع جماهيري منذ بدء عملية ” طوفان الأقصى ” في السابع من أكتوبر عام 2023.
أجهزتنا الأمنية منذ بدء الفعاليات الشعبية المساندة لأهلنا في قطاع غزة سواء الفعاليات المتواجدة عند مسجد الكالوتي بالقرب من سفارة الاحتلال أو الفعاليات المقامة أسبوعياً في وسط العاصمة عمان أو المحافظات الاردنية كافة كانت ولا زالت أجهزتنا الأمنية تقوم بواجبها الوطني بحماية المتظاهرين وتنسيق عملية الدخول والخروج الى مكان المسيرة بكل مهنية وأخلاق عالية بالتعامل مع المتظاهرين” وهذا الكلام بناءً على تجارب شخصية في العديد من الوقفات الداعمة لأهلنا في غزة ”
لكن تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي بعض المشاهد في اعتصامات الرابية من اعتقالات بحق أشخاص ” قلة ” من المتظاهرين الذين قاموا بالاعتداء على أجهزتنا الأمنية وهذا مرفوض رفضاً تاماً من قِبل المتظاهرين قبل ما يتم رفضه من قبل “هبيدة الفيسبوك” .
ومنهم من يشكك في ولاء وانتماء بعض الاشخاص لبلده ويبدأ بتخوينه لمجرد الاختلاف معه في وجهة نظر سياسية.
الخلاصة ليس كل من مسك هاتف وأصبح عنده عدد متابعين يمتلك القدرة على تحليل وقراءة المشهد وليس كل من هو قارئ لعدد من الكتب التاريخية أو السياسية يحق له أن يخون دولة أو جماعة ما لعدم تقبله وجهة نظرهم المعارضة لكلامه ، كل شخص وله رأيه وتوجهاته السياسية المختلفة عن الأخر .
في النهاية كلنا أبناء أمة عربية إسلامية واحدة فلا تجعلوا ممن هم جهلاء بزرع الفتنة بيننا ولا تلتفتوا عن الهدف الأساسي لنا وهو إنهاء الاعتداء الصهيوني على قطاع غزة ووقف الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال مع اهلنا في غزة والضفة الغربية.
ولا تجعلوا أقلامكم إلا أقلاماً حرة مساندة للحق لا مشككة في مقاومتكم ولا في عروبتكم ولا تفتحوا المجال “لهبيدة الفيسبوك ” بأن يسيطروا على موقفكم ويتمكنون من تفتيت وحدة الصف العربي .