على عكس بداية الشهر الفضيل، استعادت أسواق العقبة، الواجهة البحرية الوحيدة للأردن عافيتها، بعد حالة ركود طويلة جراء تدني قدرة المواطنين الشرائية، وتراجع أعداد السياح والزوار.
وبدأ النشاط التجاري واضحا في مختلف القطاعات، خاصة قطاع الألبسة ومستلزمات العيد بعد سلسلة تخفيضات أجرتها محال تجارية، وخاصة على الأحذية والألبسة وأعلنت عنها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما جذب مئات المتسوقين لها، بخاصة من المحافظات.
وازدحمت شوارع المدينة بالسيارات إذ أصبحت حركتها صعبة، كما أن حجم السيارات في العقبة سيتضاعف في الأيام المقبلة، وقد شهد شاطئ الغندور بمقاهيه الشعبية، حركة زوار كبيرة جدا، وامتلأت الساحات والشوارع والمرافق بالزوار من مختلف مناطق المملكة، في وقت شهدت فيه أسواق المدينة، حركة تجارية نشطة مع اقتراب عيد الفطر السعيد، وعجت بالمرتادين القادمين من المحافظات للتسوق، والحصول على تخفيضات وتنزيلات أعلنت عنها محلات المدنية، وتعنى بمستلزمات العيد.
وتوقع تجار، أن يطرأ تحسن إضافي على الحركة التجارية في المدينة، خاصة محال الألبسة والأحذية والحلويات، مع اقتراب حلول عيد الفطر، مؤكدين أن جميع تجار المدينة مستعدون لتلبية احتياجات السوق من الألبسة، مترقبين مقدم عيد الفطر لاستقبال الزبائن، لافتا إلى أن الحركة التجارية على أسواق ومحال الألبسة بدأت تتحسن.
وبين التاجر محمد رمضان، أن الحركة التجارية في المدينة انتعشت، بخاصة بعد استلام المواطنين لرواتبهم، ما أسهم بتنشيط حركة شراء احتياجات العيد، مؤكداً أن جميع تجار العقبة يدركون أن هذا الموسم في حال استغلاله فسيمكنهم تعويض جزء من خسائرهم المتراكمة منذ بداية العام، لذلك استعدوا جيدا له، وأعلنوا عن تخفيضات معقولة، وقدموا بضائع ذات جودة مميزة بأسعار معتدلة.
وأشار تاجر الألبسة مأمون أبو العبد، إلى أن نسبة مبيعات السوق إجمالا ارتفعت لـ60 % عما كانت عليه في بداية شهر رمضان المبارك، متوقعا بأن تزداد الأيام المقبلة مع اعتدال الطقس في المحافظات، بخاصة في العقبة، ما يساعد ويشجع أبناء المحافظات على زيارة العقبة وشراء مستلزمات أطفالهم من محالها التي باتت مقصدا لأهالي الجنوب.
وبحسب تجار من المدينة، فإن نسبة المبيعات تراوح بين 30 % إلى 40 %، بعد العروض والتنزيلات، والترويج لها بالوسائل كافة، مؤكدين أن التخفيضات تتراوح بين 50 % و70 % لمعظم الملابس والأحذية.
وقال المواطن حمدي الخوالدة إن السوق التجاري بعد الإفطار، يعج بالمتسوقين والزوار، مشيراً إلى أنه وعائلته جاءوا من محافظة معان لشراء مستلزمات العيد بعد العروض الهائلة على الألبسة، مبينا أن الأسعار كانت مقبولة ونوعية البضاعة لهذا الموسم، تختلف عن سابقتها، ما شجعه على إخبار أشقائه وأصدقائه للقدوم كي يشتروا ملابس من العقبة.
وقالت الموظفة جواهر علي، إنها تنتظر هذا الموسم بفارغ الصبر، وتتابع منصات التواصل الخاصة بمحلات العقبة، لتشتري ملابسها وملابس أبنائها، مشيرة إلى أن التنزيلات “مغرية”، بخاصة في الأسواق الشعبية، إذ تجد فيها ما تريد بأسعار مناسبة وغير مسبوقة.
وتقدر الأهمية النسبية لنفقات الأسرة الأردنية على الملابس بـ3.93 %
و1.03 % للأحذية، وبحجم إنفاق على الملابس الرجالية بنحو 95 مليون دينار سنويا، والنسائية بنحو 120 مليون دينار، والأطفال 81 مليونا، بينما يقدّر حجم الإنفاق على الأحذية 82 مليونا، وفقا لمسح دخل ونفقات الأسر في الأردن للعام 2014.
ويضم قطاع الألبسة والأحذية والأقمشة الذي يشغّل 56 ألف عامل 11800 منشأة تعمل في مختلف المناطق، كما يوجد في السوق المحلية 180 علامة تجارية من الألبسة والأحذية تستثمر في البلاد.
وكانت أسواق العقبة عاشت في الأشهر الماضية حالة ركود قاسية، بحسب تجار في المدينة، ولم يشفع موسم التخفيضات السابق والعودة للمدارس بتنشيط الحركة التجارية، بخاصة على الملابس، مؤكدين أن التنزيلات الحالية أدت إلى نشاط تجاري ملموس، وازدياد المنافسة بين التجار لاجتذاب المستهلكين، ما ينعكس على ارتفاع نسب التخفيضات المتاحة في قطاع الألبسة والأحذية.
من جهته، يقول نائب رئيس غرفة تجارة العقبة أحمد سالم الكسواني إن أسواق العقبة كافة، بدأت بالانتعاش بعدما كانت تقتصر على قطاع المواد التموينية، بخاصة منذ بداية الشهر الفضيل، مشيراً إلى أن أحوال التجار حاليا أفضل مما كانوا عليه في بداية العام، وهذه فرصتهم لتعويض خسائرهم المتراكمة، بخاصة في قطاع الألبسة والأحذية ومستلزمات العيد.