أفادت تقارير صحفية، الخميس 21 مارس/آذار 2024، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار في اجتماع خاص مع نواب في الكنيست الإسرائيلي إلى أن الميناء المؤقت في غزة الذي أنشأته الولايات المتحدة قبالة ساحل غزة، يمكن استخدامه لترحيل الفلسطينيين من القطاع
وأعلنت واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر أن قوات من الجيش الأمريكي ستشرع في بناء رصيف عائم “مؤقت” على ساحل غزة، للسماح “بدخول المساعدات بسهولة أكبر” إلى القطاع الذي يعاني من حصار مطبق وحرب عنيفة متواصلة منذ أكثر من 5 أشهر.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال: “إن إنشاء رصيف مؤقت يتيح زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة كل يوم”.
ومع ذلك، كشفت تقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في اجتماع خاص مع لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، إن هذا الميناء “يمكن أن يسهِّل أيضاً ترحيل الفلسطينيين من غزة”.
إذ أوردت صحفية في هيئة البث العام الإسرائيلية (كان) أن نتنياهو قال خلال الاجتماع إنه “لا عائق” أمام مغادرة الفلسطينيين لقطاع غزة إلا عدم وجود دول أخرى ترغب في استقبالهم.
في المقابل، أثار هذا الاقتراح غضباً حاداً لدى الفلسطينيين، الذين طالما قالوا إن الهدف النهائي للعمليات الإسرائيلية في غزة هو إخراجهم من أرضهم.
وفي معرض التعليق على هذا الخبر، قال مصطفى البرغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، في تغريدة على إكس (تويتر سابقاً)، إن نتنياهو “لم يتخل أبداً عن حلمه بالتطهير العرقي الكامل للفلسطينيين من غزة”.
في غضون ذلك، لا تزال غزة تحت الحصار الكامل منذ ما يقرب من 6 أشهر، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن نحو ثلث أطفال القطاع يعانون الآن أعراض الإصابة الحادة بسوء التغذية، وإن طفلين من كل 10 آلاف طفل أوشكوا على الموت جوعاً.
كما قالت صحيفة هآرتس العبرية ان وفدا من الأطباء الأمريكيين والبريطانيين ذهبوا إلى واشنطن لينقلوا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن صورة وضع القطاع الصحي في قطاع غزة.
ويرى هؤلاء الأطباء أن جيش الاحتلال يدمر بشكل منهجي البنية التحتية الصحية في غزة من أجل طرد الفلسطينيين من منازلهم.
وبين هؤلاء الأطباء الذين تطوعوا مؤخرًا في المستشفيات المحاصرة في غزة، انهم سيجتمعون مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس وان رسالتهم لهم هي إنه لا معنى للوعود بزيادة المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة إذا لم يتم الإعلان على الفور عن وقف لإطلاق النار.
وقال البروفيسور نيك ماينارد، مدير عيادة السرطان في جامعة أكسفورد، والذي عمل في مستشفى الأقصى وسط مدينة غزة مطلع العام، إن الجيش الإسرائيلي يرتكب “فظائع مروعة ولا يقتصر الأمر على المباني فحسب، بل إنهم يدمرون أيضًا البنية التحتية للمستشفيات وتدمير أسطوانات الأكسجين في مستشفى الشفاء والتخريب المتعمد لأجهزة التصوير المقطعي سيجعل من الصعب للغاية استعادة البنية التحتية .
ويعتقد ماينارد أن إغلاق المستشفيات والأضرار التي لحقت بها هو جزء من استراتيجية لإجبار الفلسطينيين على مغادرة منازلهم.
وأعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنه تلقى إفادات “مروعة” عن موت بطيء يواجهه عشرات المرضى والجرحى الفلسطينيين في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي يتعرض لعملية عسكرية شاملة من الجيش الإسرائيلي لليوم الرابع على التوالي.
ووفقا لبيان صادر عن المرصد اليوم الخميس، أظهرت الإفادات احتجاز قوات الجيش جميع الأطباء والممرضين في مكان مجهول داخل مجمع الشفاء ومنعهم من ممارسة عملهم، في وقت تُرك المرضى والجرحى دون أي رعاية صحية أو أدوية، ما أدى إلى وفاة ثلاثة منهم على الأقل خلال الساعات الأخيرة.
وحذر المرصد من أن الجيش الإسرائيلي حوّل مجمع الشفاء إلى مقتلة علنية لليوم الرابع على التوالي وسط عمليات إعدام ميداني، وفرض أحكام بالموت البطيء على المرضى والجرحى بداخله، سواء بمنع أي رعاية طبية وأدوية عنهم أو بتجويعهم وتعطيشهم.
وأشارت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف سكان غزة باتوا على حافة المجاعة، ومعظمهم في محافظتي الشمال وغزة، اللتين انقطعت عنهما سبل وصول المساعدات أو لم تعد تصل إليهما إلا شحنات قليلة للغاية منذ عدة أشهر.
كذلك قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، الإثنين 18 مارس/آذار، إن شمال قطاع غزة يوشك على الوقوع في براثن مجاعة عامة قبل شهر مايو/أيار المقبل إذا استمر الحال على ما هو عليه.
وخلَّفت حرب إسرائيل المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، فيما قتلت في الضفة الغربية 446 فلسطينياً وأصابت نحو 4 آلاف و700 واعتقلت 7 آلاف و700، بحسب مؤسسات فلسطينية رسمية.