رغم زيادة الطلب على السلع الغذائية الأساسية في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك إلا أن تجارا يؤكدون أن نشاط الأسواق هذا العام انخفض بنسبة وصفوها بـ”الملحوظة” مقارنة مع نفس الفترة من الموسم الماضي.
وعزا العاملون تراجع النشاط التجاري مقارنة بشهر رمضان الموسم الماضي إلى ثلاثة أسباب رئيسية، ضعف القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من الناس وتغيير السلوك الاستهلاكي لدى الكثير وميلهم لترشيد الإنفاق وتقلص الرغبة بالشراء بسبب التأثير النفسي لحرب الإبادة الإسرائيلية التي يشنها الكيان الإرهابي على أهل غزة.
وتوقع عاملون أن يستعيد القطاع جزءا من نشاطه خلال الثلث الثاني من الشهر الكريم والذي يتزامن مع بدء صرف رواتب شهر آذار (مارس) للقطاع العام.
وكشف ممثل القطاع الغذائي في غرفة تجارة الأردن جمال عمرو انخفاض الحركة الشرائية في الأسواق التجارية خلال الأيام التسعة الماضية من شهر رمضان المبارك بنحو 30 % مقارنة مع الفترة نفسها من الموسم الرمضاني الماضي .
وأرجع عمرو انخفاض الحركة الشرائية في الأسواق إلى ضعف القدرة الشرائية لدى أغلب المواطنين، إضافة إلى تغيير السلوك الاستهلاكي لدى قطاع واسع من المواطنين وميلهم نحو ترشيد نفقاتهم والتركيز على الأساسيات إلى جانب تأثر المواطن نفسيا بالعدوان الذي يتعرض له قطاع غزة، علاوة على تجهيز العديد من الأسر احتياجاته الرمضانية في وقت مبكر نتيجة صرف الرواتب مبكرا للعاملين في القطاع العام.
وبين عمرو أن العديد من المولات ومراكز التسوق الكبرى توسعت في إجراء التخفيضات بهدف استقطاب المواطنين والتغلب على حالة الركود التي تشهدها الأسواق .
ولفت عمرو، إلى أن السواد الأعظم من السلع الغذائية استقرت أسعارها خلال الموسم الرمضاني الحالي، مع تسجيل بعضها انخفاضا خاصة الزيوت النباتية والتي انخفضت أسعارها نحو 20 % قياسا مع الموسم الماضي، إضافة إلى الأرز الذي انخفضت أسعاره بما يقارب 10 %.
وأعرب عمرو عن أمله أن يتحسن النشاط التجاري مع دخول الثلث الثاني من الشهر الكريم والذي يتزامن مع صرف الرواتب في القطاع العام.
وأكد المستثمر في القطاع نبيل الخليل أن حجم المشتريات في الأسواق التجارية تقلص خلال الأيام التسعة الأولى المنقضية من شهر رمضان قياسا مع حجم المشتريات المعتاد تزايده خلال المواسم الرمضانية الماضية .
وعزا الخليل تراجع حجم المشتريات من قبل المواطنين، إلى عاملين رئيسيين هما تدني القدرة الشرائية لدى المواطنين، إضافة إلى تأثر الرغبة الاستهلاكية من الناحية النفسية لدى قطاع واسع من المواطنين جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة .
وتوقع الخليل أن يتحسن النشاط التجاري مع دخول الثلث الثاني من رمضان وبدء صرف رواتب شهرآذار(مارس) الحالي، موضحا أنه من المعتاد أن يزيد حجم المشتريات خلال أسبوع صرف الرواتب بنحو 15 %.
ولفت الخليل، إلى أن الأسبوع الأخير من الشهر الكريم عادة ما تتحسن خلاله الحركة التجارية على اعتبار أن المواطنيين يبدأون خلاله تجهيزات عيد الفطر من شراء مستلزمات حلويات العيد وضيافة العيد.
إلى ذلك، اتفق المستثمر في القطاع ياسر العبادي مع سابقيه على تراجع حجم النشاط التجاري في محال المواد الغذائية خلال الثلث الأول من شهر رمضان، مشيرا إلى تراجع الإقبال بصورة كبيرة خلال الأيام الأربعة الماضية بنسبة تصل إلى 40 % عما كانت عليه في الأسبوع الذي سبق الشهر الفضيل.
وأشار العبادي ،إلى أنه من المتوقع أن تستعيد الأسواق نشاطها اعتبارا من بداية الثلث الثاني من رمضان ، مع بدء صرف الرواتب الشهرية لبعض القطاعات، مستدركا أن التفاؤل بتحسن الإقبال يبقى مشوبا بالحذر في ظل ميل كثير من الناس إلى تقليص نفقاتهم بهدف الإيفاء بمستلزمات عيد الفطر السعيد.
ويشار إلى أن قطاع أسواق المواد الغذائية في الأردن يضم 14 ألف مؤسسة وشركة من مستوردين وتجار جملة ومنتجين ومحلات بقالة وسوبر ماركت بمختلف الأحجام، غالبيتها محلات صغيرة منتشرة في الأحياء، إذ تشكل حصة محال السوبر ماركت الكبيرة والمتوسطة والمراكز التجارية والهايبرماركت السوقية نحو 50 % منها، ويبلغ عدد المحال الكبيرة والمتوسطة منها قرابة 500 محل، موزعة بعموم الأردن غالبيتها بالعاصمة عمان.