أسعفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة الكرك خلال المنخفض الجوي السائد والذي جاء بعد فترة انحباس طويلة،الزراعات الحقلية ومنحتها فرصة سانحة لتجديد نموها ما أنعش آمال المزارعين بإنقاذ مزروعاتهم و خاصة محصول الشعير الذي تم زراعته في المناطق الغربية وطاله الجفاف بنسب كبيرة، فيما التوقعات ضئيلة جدا بحدوث تحسن لذات المحصول في المناطق الشرقية،مع توفر مدة مواتية لمحصول القمح لموصول دورة حياته بحسب مختصين زراعيين.
وبرأي أولئك المختصين،ففي الوقت الذي حكم فيه على حقول الشعير بمناطق المحافظة الشرقية والتي تعد بعرف مزارعي المحاصيل الحقلية الاصلاح لزراعة مادة الشعير ولنمو المراعي الطبيعية” بالمنتهية “جراء موت النبات لتدني كميات الهطولات المطرية منذ بداية الموسم الشتوي وانقطاعها لاكثر من شهرين وما رافقها من ارتفاع لدرجات الحرارة، الا ان محصول القمح الذي يزرع في المناطق الغربية من المحافظة سينتفع كثيرا من الامطار الاخيرة بالنظر لطول مدة انباته التي تستمر حتى شهر حزيران المقبل.
وقال رئيس قسم البحوث الزراعية في مركز الربة والباحث المختص بالمحاصيل الحقلية المهندس يعقوب الحجازين في حديث ان جميع انواع القمح والشعير التي تزرع في محافظة الكرك والاردن بشكل عام من النوع الربيعي الذي لا يحتاج لمدة برودة محددة للقيام بعملية التسبيل،كما هو الحال في انواع القمح والشعير الاوروبية والتي تلتزم فترة برودة عالية لدخول النبات مرحلة التسبيل او الازهار المعروفة بعملية ” الارتباع”التي تسمح باستمرار العمليات الحيوية للنبات التي تجري اثناء فترة النشاط..
وبين ان غزارة الانتاج لمحصولي القمح والشعير يتحدد من خلال عناصر الانتاج او مكونات الغلة واهمها عدد السنابل للنبات الواحد الناتج من بذرة واحده وعدد التفرعات في السنبلة بالمرحلة الخضرية والتي يجب ان يترواح معدلها من( 7-9 )تفرعات تنتهي بسنبلة مخصبة.
وبخصوص الموسم الزراعي بالكرك فبين حجازين ان انقطاع الامطار ادخل نبات الشعير في مرحلة” التسبيل” او “التبطين ” المبكر على ساق وحيد من غير تفرعات،وهي بتوضيحه استراتيجية فسيولوجية يلجأ اليها النبات للمحافظة على جنسه وهروبا من الجفاف الامر الذي يودي بنهاية المطاف الى تكوين سنبلة واحدة ضعيفة بعدد حبوب قليل جدا تودي الى تدهور النبات وعدم الحصول على كميات انتاج وفيرة.
واكد ان قبل ان يجلب المنخفض الذي كميات الامطار الغزيرة التي زادت في بعض مناطق المحافظة عن (50) ملم، كانت الفرصه معدومه لمحصول الشعير ان يكمل دوره حياته ويحمل سنابل مخصبه موكدا ان الامطار ستساعد نبات (الشعير) المزروع في المناطق الغربية على تجديد نموه باعادة انتاج فروع جديدة من منطقة التفريع الموجودة تحت سطح التربة وفوق الجذور وقد لا تتكون السنابل بجمعيها الا انها تستطيع تعويض ما فاتها من وقت وليكون هناك انتاج معقول بنسبة قد تصل الى (50) من الكمية المعتادة تساعد المزارعين على تعويض جزءا من خسائرهم.
اما بالنسبة لمحصول القمح فاشار الحجازين انه كان يعاني من اجهاد مائي كحالة مماثلة لمحصول الشعير لكن الاختلاف ان القمح اطول عمرا من الشعير ولم يكن قد دخل بعد في مرحلة التبطين او التسبيل وبتالي لديه فرص اكبر من الشعير ليكون تفرعات تنتهي بسنابل مخصبة بعد الهطول المطري وسيزاد الامر تحسنا في حال تتابع سقوط الامطار خلال الفترة القادمة وبما يحقق نسبة انبات قد تصل الى (80) بالمئة في الحقول بما يعود بمردود جيد ينتفع به المزارع.
واشار الى الاثر الايجابي للامطار الهاطلة على زراعة البقوليات والتي وصلت الى مرحلة الازهار ما يساعد على امتلاء قرون النبات وكبر حجم حبوبها، هذا بالاضافة لدور الامطار في تعزيز الدفع الخضري للزراعات الشجرية وخاصة اشجار الزيتون واللوزيات.