يواصل النشاط في القطاعات التجارية المختلفة في العقبة تسجيل أدنى معدلات له، منذ عدة أشهر، نتيجة تراجع النشاط السياحي بسبب الأحداث في المنطقة، ما أثر على معظم القطاعات.وتعيش العقبة هذه الأيام رغم نشاط قطاع المواد التموينية ومستلزمات رمضان، حالة من الركود طال بقية القطاعات، لا سيما الملابس والأحذية، نتيجة الواقع الاقتصادي المتراجع الذي يعاني منه غالبية السكان، وحالة الاستنزاف المالي التي باتت تواجه معظم الأسر، لكثرة الالتزامات وتراجع الدخولات.
ويقول تجار إن الحالة التجارية في العقبة مرتبطة بالنشاط السياحي، والذي بدأ هادئا وخجولا منذ بداية الشهر الفضيل، مؤكدين أن تجار الملابس والأحذية وما له علاقة بعيد الفطر السعيد يستعدون مبكرا وخاصة الأسبوع القادم بسبب استلام المواطنين لرواتبهم.
ويجمع تجار أن الانكماش في المبيعات وتراجع حركة الأسواق المحلية في العقبة، مردة تراجع القدرة الشرائية للمواطن، حيث تزيد الأسعار والضرائب ولا تزيد الرواتب بالتوازي وهي ما تقلق المواطن والتجار في ظل الأزمة المفتوحة التي تعيشها المنطقة.
وقال التاجر في قطاع الملابس والأحذية محمد جندية إن الحركة التجارية شبه متوقفة، رغم العروض والتنزيلات التي بدأت مبكرا، مؤكدا أن العروض استهدفت ذوي الدخل المحدود من المواطنين وبأسعار تناسب الجميع وبجودة ملابس وأحذية عالية، مشيرا أن الموسم الحالي مختلف تماما عن موسم السنة الماضية، لا سيما مع ضعف زوار العقبة من المحافظات الأخرى، بسبب الأجواء المتقلبة ورمضان.
ويؤكد التاجر محمد الكباريتي، أن الإقبال على غالبية القطاعات باستثناء قطاع الأغذية متواضع هذه الفترة، و خلال الأيام الماضية كان ضعيفا للغاية، رغم أن أغلب التجار والمحال التجارية أجرت تنزيلات على البضائع وبأسعار منافسة، آملا أن تتغير الأوضاع الأسبوع القادم مع استلام الموظفين لرواتبهم.
وبين التاجر محمد الكباريتي أن قطاع الألبسة في العقبة يشهد حالة من الركود غير المسبوقة لم يشهدها منذ أعوام، مرجعا ذلك إلى ضعف السياحة المحلية خاصة في بداية الشهر الفضيل، مؤكدا أن التجار انتهوا من موسم التنزيلات على الألبسة الشتوية وبدأوا بعرض الألبسة الربيعية في الأسواق المحلية، إلا أن الطلب على الألبسة يشهد حالة من الركود في الأسواق التجارية.
ويلجأ تجار ملابس وأحذية إلى إغلاق محالهم في ساعات النهار لتردي الحال التجاري وحركة الشراء، ويفتحون أبواب محالهم بعد ساعات الإفطار على أمل قدوم زبائن للشراء.
وقال التاجر محمد العدس إن سوق الملابس في الوسط التجاري في المدينة السياحية يعيش حالة من الركود غير المسبوق، مشيرا إلى أن السنوات السابقة في مثل هذا الوقت من العام كنا نشهد زخم زبائن في السوق خاصة في نهاية الأسبوع، لا سيما وان زيارة العقبة في هذا الوقت تكون المكان المناسب للهروب من قساوة البرد في المحافظات المجاورة.
من جهته، قال نائب رئيس غرفة تجارة العقبة أحمد سالم الكسواني إن الحركة التجارية خلال هذه الفترة في أدنى مستواياتها، عازيا ذلك إلى ارتباطها بالحركة السياحية، إلى جانب تآكل القدرة الشرائية للمواطن والذي بات يفضل مجبرا أساسيات المنزل من المأكل والمشرب خاصة في شهر رمضان المبارك.
وبين الكسواني أن نسبة انخفاض المبيعات في أول أسبوع من رمضان تقدر بـ 40 %، مقارنة بما كانت عليه العام الماضي في نفس الوقت.
وبين أن المستهلك بدأ يلمس غلاء في الأسعار، خاصة اللحوم والتي ارتفعت بنسب من 20 – 30 %، متوقعا أنه ومع استلام المواطنين لرواتبهم مطلع الأسبوع القادم سيبدأ السوق التجاري بالتحرك وفي مختلف القطاعات لا سيما الملابس والأحذية لكنه وفق التوقعات لن يكون موسم العيد القادم كما هو في العام الماضي بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
من جانبه قال المواطن بدر حسن الذي يعمل في القطاع الخاص، إن مسألة الذهاب للأسواق التجارية باتت ثانوية هذه الأيام، فأرباب الأسر مهمومون بتأمين احتياجات الشهر الكريم، وهو الأمر الذي انعكس على الأسواق التموينية الأساسية التي شهدت إقبالا مميزا الفترة الماضية على حساب باقي القطاعات الأخرى التي تعاني من ركود، وهذا أمر طبيعي متكرر.
وبين أن أرباب الأسر سيكونون مضطرين إلى الذهاب للأسواق بعد فترة لتأمين أولادهم بكسوة العيد، ولكن ستكون مشتريات غالبية المواطنين هذا العام ضمن الحد الأدنى بسبب تآكل القدرة الشرائية وارتفاع أسعار بعض السلع.