يرى ناشطون ومتابعون لمشاريع الاستثمار في عجلون، أن الاستثمار الذي كان متوقعا في محيط مشروع التلفريك ما يزال دون المطلوب، ويستدعي تقديم الجهات المعنية لكل التسهيلات التي تمكن مؤسسات أهلية ومستثمرين من الاستفادة من أعداد الزوار المتواجدة بمحيط محطتي الانطلاق والوصول.
ويؤكد هؤلاء أن إقامة المشاريع المختلفة من شأنه خدمة أبناء المحافظة عبر توفير فرص عمل، وتشكيل قيمة مضافة للمجتمع المحيط والحد من الفقر.
ويقول رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، إن المقترحات والخطط الهادفة إلى تعزيز التنمية الشمولية في محافظة عجلون تتعدد، لا سيما مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المحافظة السياحية والزراعية، وهو ما يعزز من اقتراح إنشاء المشاريع بمحيط التلفريك، وزيادة المسارات السياحية البيئية، وإعادة إحياء تجمعات ومساكن تراثية، وإنشاء حدائق بيئية ومتنزهات، وفنادق درجة أولى.
ولفت الزغول إلى أن وزارة الاستثمار، كانت أعلنت أواخر العام الماضي عن 6 فرص استثمارية جديدة عبر المنصة الإلكترونية (invest.jo) في القطاع السياحي والصناعات الغذائية كمرحلة ثالثة من إطلاق الفرص الاستثمارية التي اطلقتها الوزارة سابقاً، مؤكدا أن تحقيق المشاريع التنموية في عجلون سيبقى مرهونا بوجود جهة مستثمرة، وهو ما قد يبقي جميع المقترحات والفرص المطروحة مجرد حبر على ورق.
وزاد الزغول أن تحقيق هذه الفرص الاستثمارية وتنفيذ المشاريع الواردة فيها، وأي مشاريع تنموية كبرى، يبقى مرهونا بعدة أمور أهمها توفر رؤوس الأموال ورجال الأعمال، لا سيما في ظل التسهيلات التي تقدمها الجهات الرسمية المعنية بالاستثمار للراغبين بالاستثمار.
ويقول الناشط نبيل الصمادي، إن تلفريك عجلون يعد المشروع التنموي الأول من نوعه في المملكة، ما يستوجب البحث عن إقامة مشاريع تنموية إضافية ومرافقه له، لتحقيق التنمية المستدامة في المحافظة، مشيرا إلى أهمية استغلال الميزات السياحية والزراعية التي تتميز بها عجلون.
وأكد أن إيجاد فرص استثمارية جديدة وكبيرة بمحيط التلفريك سيكون له أثر إيجابي على أبناء المحافظة، بحيث ستوفر فرص عمل للشباب والفتيات، ويتيح للأسر بتسويق منتجاتها المنزلية، ما يساهم بالتالي بالحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
يذكر أن بلدية عجلون الكبرى، كانت أعلنت في وقت سابق عن توجه لدى البلدية لإقامة فندق سياحي مصنف بأربعة نجوم أو أكثر، وذلك بالتعاون مع أحد المستثمرين، مؤكدة أنه سيلبي رغبات الزوار، وهو أمر انتظرته المحافظة وبات مطلبا ضروريا مع ما تشهده من حركة سياحية نشطة، إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق بعد.
وقال رئيس غرفة تجارة عجلون النائب الأسبق عرب الصمادي، إن الغرفة تشجع على الاستثمارات الكبرى وإيجاد فرص عمل جديدة لشباب وشابات المحافظة، مشيرا إلى أن غرفة التجارة تتابع أولا بأول كافة القضايا المتعلقة بتشجيع الاستثمار، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لقضايا البنية التحتية في المحافظة، وخاصة في مجال تحسين مداخل المحافظة، وإعادة إحياء الوعود الحكومية السابقة بعمل الطريق الدائري، وحل مشكلة الازدحامات المرورية وسط مدينة عجلون والعديد من القضايا الأخرى في المحافظة.
وأكد أن تحقيق تلك المشاريع سيساهم في توفير فرص العمل، وإيجاد عوامل جذب للسياح والزوار من شأنها إطالة إقامتهم، وتؤدي إلى تشجيع أبناء المجتمعات المحلية على إقامة مشاريع تنموية برؤوس أموال بسيطة توفر لهم مصادر دخل معقولة.
ومؤخرا، بحث رئيس بلدية عجلون الكبرى حمزة الزغول، في القرية الحضرية مع وفد من برنامج دعم البلديات الممول من الوكالة الأميركية USAID بحضور مساعده لشؤون المناطق محمد القضاة و عدد من المستثمرين بالقطاع الخاص، التصاميم المناسبة لإقامة أكشاك بجانب مركز انطلاق التلفريك.
وأكد الزغول أهمية التشبيك مع الجهات المانحة و البحث عن إقامة مشاريع استثمارية لتعزيز إيرادات البلدية وتوفير فرص عمل للشباب وتحسين مستواهم المعيشي وتمكينهم اقتصاديا، مشيرا إلى أنه سيتم اختيار المهن لكل كشك بما يتناسب واحتياجات زوار المنطقة بحيث يكون هناك تنوع لطبيعة عمل الأكشاك.
وقال الزغول إن المشروع يتمثل بإقامة 7 أكشاك بمساحات مختلفة، على قطعة أرض تعود ملكيتها للبلدية بجانب مركز انطلاق التلفريك، لافتا إلى أن التصميم المقترح راعى الحفاظ على الطبيعة الخلابة التي تمتاز بها عجلون والإبقاء على الأشجار الموجودة على قطعة الأرض، وزراعة أشجار ونباتات أخرى تتناسب مع المنطقة المحيطة.
وعرض المستثمرون من القطاع الخاص اقتراحاتهم حول المشروع وخاصة فيما يتعلق بإيجاد حلول مناسبة لمياه الأمطار التي تهطل بغزرة في تلك المنطقة.
ولفت الزغول إلى أبرز ما قامت به البلدية لإنجاح مشروع التلفريك مثل إعداد الخطة المرورية والتنسيق مع المحافظة وإدارة السير لتطبيقها على الواقع لوضعها حيز التنفيذ بهدف حل مشكلة الاختناقات المرورية التي يعاني منها وسط المدينة، مشيرا إلى أنه سيتم تعبيد وتوسعة أجزاء من طريق القلعة بغية استيعاب أكبر عدد ممكن من المركبات والحافلات المتجهة نحو القلعة ومحطة انطلاق التلفريك.
ويؤكد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، أن المجلس يبذل قصارى جهده لتعزيز التعاون مع غرفة التجارة وكافة القطاعات في المحافظة وخارجها في سبيل تشجيع المزيد من الاستثمارات الكبرى لتوفير فرص العمل.
وأكد المومني أن تحقيق تلك المشاريع سيساهم في توفير فرص العمل، وإيجاد عوامل جذب للسياح والزوار من شأنها إطالة إقامتهم، وتؤدي إلى تشجيع أبناء المجتمعات المحلية على إقامة مشاريع تنموية برؤوس أموال بسيطة توفر لهم مصادر دخل معقولة.
يشار إلى أن الفرص الاستثمارية التي أطلقتها وزارة الاستثمار على منصتها العام الماضي، تأتي بهدف التشجيع على الاستثمار في القطاع السياحي والصناعات الغذائية، حيث تم تحديد ثلاث فرص استثمارية في القطاع السياحي شملت مشروع إقامة القرية السياحية بحجم استثمار متوقع 20 مليون دولار، ومشروع إعادة تأهيل واستخدام قرية دير الصمادية الجنوبي في محافظة عجلون بحجم استثمار متوقع 4 ملايين دولار، ومشروع إقامة منتزه عجلون الوطني بحجم استثمار متوقع 5 ملايين دولار، مبينة أن الفرص الاستثمارية الثلاث الأخرى كانت من نصيب قطاع الصناعات الغذائية لتشمل مشروع إقامة مزرعة نموذجية بحجم استثمار متوقع 430 ألف دولار، ومشروع أكاديمية طهي بحجم استثمار متوقع 7 ملايين دولار، ومشروع سلسلة التخزين المبرد بحجم استثمار متوقع 25 مليون دولار.
وأكدت أن المنصة تأتي لمواكبة السّياسة الاستثمارية العامة وكأداة من أدوات إستراتيجية الترويج للأعوام 2023-2026، التي تستهدف التركيز على قطاعات واعدة وأسواق محددة بهدف زيادة حجم الاستثمارات في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية التي تسهم في تحقيق التنمية وتوفير فرص عمل للأردنيين وبما يتماشى مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي 2033.