تواصلت أمس الثلاثاء، غارات إسرائيل على مناطق بقطاع غزة، مخلفة عشرات القتلى والجرحى في اليوم الثاني من شهر رمضان، بينما استمر ارتفاع حصيلة ضحايا الجوع و”مجازر الطحين” بين طوابير منتظري المساعدات الإنسانية شمالي القطاع.
وقتل العديد من الفلسطينيين وأصيب العشرات، صباح الثلاثاء، في هجوم إسرائيلي جديد استهدف مواطنين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إغاثية في منطقة “دوار الكويت”.
رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف قال في بيان، إن هذه الممارسات الإسرائيلية تعكس “إصرارا على استهداف الباحثين عن لقمة عيش أولادهم لسد جوعهم، ويمعن في سياسة تجويع أبناء شعبنا”.
ووفق البيان، فإن “الجريمة الجديدة” التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي صباح اليوم “ترفع أعداد الشهداء الذين قتلوا وهم ينتظرون المساعدات في دوار الكويت وشارع الرشيد إلى أكثر من 400 شهيد و1300 مصاب”.
وفي 29 فبراير/ شباط الماضي، فتح الجيش الإسرائيلي النار على مئات الفلسطينيين لدى تجمعهم جنوب مدينة غزة بانتظار الحصول على مساعدات في شارع الرشيد، ما خلف 118 قتيلا و760 جريحا، في إحدى أعنف عمليات الاستهداف التي تمارسها إسرائيل والتي باتت تعرف باسم “مجزرة الطحين”.
ووسط مشهد قاتم تشح فيه المساعدات الإنسانية جراء الحصار الخانق، ناشدت وزارة الصحة بغزة، المجتمع الدولي إنقاذ سكان شمال القطاع من الجوع والموت ثمنا لوجبة طعام، قائلة في بيان إن “قصف تجمعات الجياع أصبح روتينا يوميا تمارسه إسرائيل”.
ومع دخول الحرب على غزة شهرها السادس، ما زال سكان القطاع ولا سيما مناطق الشمال والوسط يعانون من شبح المجاعة التي حصدت حتى الثلاثاء 27 شخصا أغلبهم من الأطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية.
ورغم أن دول عربية مثل مصر والإمارات والأردن وقطر وسلطنة عمان والبحرين، تواصل تنفيذ عمليات مشتركة لإسقاط مساعدات غذائية على القطاع، لكنها لا تلبي حجم الاحتياجات الهائلة الناجمة عن الكارثة التي خلقتها إسرائيل.
وفي وسط القطاع، أفادت مصادر محلية بسقوط قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في دير البلح.
ومن مدينة غزة، أفادت مصادر طبية، بمقتل سبعة فلسطينيين بينهم خمسة أطفال، وإصابة ستة آخرين، في قصف إسرائيلي طال منزلا لعائلة السقا في حي الزيتون، وفق وكالة “وفا” الرسمية.
بينما قالت قناة الأقصى الفضائية، الثلاثاء، إن “المدفعية الإسرائيلية واصلت قصف مناطق في حيي الزيتون وتل الهوا جنوب غرب مدينة غزة”.
وجنوبا، لم يتوقف القصف الإسرائيلي لا سيما على مدينة حمد شمالي خانيونس، علاوة على استهداف منزل بالحي السعودي في مدينة رفح، ما أدى إلى وقوع إصابات، وفق مصادر محلية.
ورغم دخول شهر رمضان، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”