اخبار ع النار – بقلم : مي محمد صالح
شهداؤنا رهبان الليل وفرسان الحروب نالوا منالهم وجذورهم قد أثمرت بأسا وجأشا وما أجمل حسن ختامهم .
شهداؤنا أريج دمائهم الطاهرة عمّت الكون عزة وكرامة وهم أحياء يرزقون عند ربهم.
غزة بكوكبتها من الشهداء وبكل مقاوم تضرب بيد من حديد، لتنير لنا دربا يسطع بالأمل والنصر من جديد .
شهداؤنا طفل يتوسّل لحاملي نعش أخيه خصلة من شعره تبقى له ذكرى ليوم فيه خابت بعروبته الآمال ، وبزغاريد أم الشهيد تحمد الله أنه جسد كامل تحتضنه لا أشلاء قد تبعثرت
بكل مكان.
وبكسرة خبز كادت أن تشفي جوع رضيعة، تقبض عليها بيدها فرحة ولكن سبق فمها غدر صاروخ أسكت فيها الجوع الذي كان ينادي .
شهداؤنا كروح الروح يداعب حفدته ويسترق منهم القبل والأحضان قبل أن يحتضنهم التراب.
وعند كلّ صرخة طفل باك يستغيث بحضن المروءة ترتعد بها كلّ الأشجان.
شهداؤنا ليسوا أرقاما !
أيها المحتلّ !
خذ جسدي وأسرق أحشائي لكن ارحل أيها العدو الجاني …..
خذ مالي وحالي وكلّ عتادي ولكن اترك لي أرضي، اقتل وابطش واحتمي بمن والاك ، فنحن شعب مهما طال الظلم عليه أبدا لا ينحني ، اضرب بطائراتك ودبّابّاتك وبوارجك فنحن عند كلّ شهيد نزغرد ونطلق التهاني. صبرا يا الدحدوح ويا حمزة وكلّ صحفيّ لا زال يوثّق الحقيقة بكلّ تفان .
ربحتم البيع يا حفّاظ كتاب الله في غزّة وربحت الأمّة بكم العزّة رغم صمتها المشين. لله درّكم يا أبطال غزّة، لقنّتم العدو درسا كيف تكون البطولة والشموخ ضدّ كلّ معتد مريب .
هل تظنّ أيّها المحتّل أن تهزّ ثباتنا وصمودنا ونحن بتضحياتنا نهبها لله في سمائه العالي؟!
فمهما زرعت من شجر الغرقد لتختبئ من ورائه، سيدلّنا عليك رائحة ظلمك المعادي ، بئس قوم لم ينصرونا خوفا وبئس منهم من اتبع المعازف والمغاني. فتبهرنا يد عون لنا بعيدة المسافات من حفدة مانديلا لينطبق عليكم من القول : ” وترك ذوي القربى أشدّ مضاضة على الحرّ من وقع الحسام المهنّد” .
نقول لمن باع شرف أمّته وتخلّى، غزّة ستبقى حرّة تنصر أقصاها مهما عانت وتعاني.
صبرا يا غزة وقسما بربّ العزة عبق أريج شهدائك وصمودك المشرّف، كسر جمود الصمت المعيب.
ومخطئ من يظنّ أنّنا نعقد الآمال على محكمة عدل دوليّة يقودها بشر، وقضيّتنا بمحكمة السماء قاضيها ربّ البشر ليبشّرنا، بأنّ النصر لنا بوعده القريب .
طوفان الأقصى من غزّة قد تدفّق ، ليعيد لنا المجد والبطولة بكلّ المعاني .
نعم ها هم شهداؤنا قد بلّغوا الرسالة للعالم أجمع كما للعرب ، أنّ الأقصى وكلّ شبر من فلسطين وغزّة ليست للبيع كأيّ غرض، فإيّاك ثم إيّاك أن تقترب
أيّـــها الحرّ الشريف في كل بقاع الأرض ، فلتسمع :
شهداؤنا ليسوا أرقاما بل أحرار ولنصرتهم قم وانتفض ، قم وانتفض !