أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الخميس، إتمام نقل حصة إضافية بنسبة 8% من أسهم شركة “أرامكو” من ملكية الدولة إلى محافظ شركات “مملوكة بالكامل” لصندوق الاستثمارات العامة.
وبذلك تصبح النسبة المملوكة للدولة في أرامكو 82.186%، فيما ترتفع الحصة التي يسيطر عليها الصندوق في المجموعة النفطية إلى 16%، بعد عمليتي نقل سابقتين بلغت كل واحدة منهما 4% من أسهم الشركة النفطية العملاقة.
وأعلن بن سلمان رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الصندوق الذي يقود جهود تنويع الاقتصاد في البلاد، في خبر بثته وكالة الأنباء الرسمية (واس) عن “إتمام نقل 8% من إجمالي الأسهم المصدرة لشركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية)، وذلك من ملكية الدولة إلى محافظ شركات مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة”.
وأكّد أنه “بذلك تصبح نسبة الأسهم المملوكة للدولة بعد عملية النقل 82.86 % من إجمالي أسهم الشركة”.
وأشار إلى أن “عملية النقل تساهم في تعظيم أصول صندوق الاستثمارات العامة وزيادة عوائده الاستثمارية، الأمر الذي يعزز مركز الصندوق المالي القوي، وتصنيفه الائتماني”.
وكان ولي العهد السعودي أعلن في نيسان/أبريل الماضي نقل حصة تبلغ 4% إضافية من أسهم “أرامكو” من ملكية الدولة تقدّر قيمتها بعشرات مليارات الدولارات إلى الشركة العربية السعودية للاستثمار “سنابل للاستثمار” المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات.
جاء ذلك بعد أكثر من عام على نقل 4% أخرى مباشرة للصندوق.
ففي شباط/فبراير 2022، حصل صندوق الاستثمارات العامة على 4% من أسهم شركة أرامكو قدّرت قيمتها في ذاك الوقت بنحو 80 مليار دولار، وذلك بهدف دعم عمل الصندوق على تنويع الاقتصاد.
وأُدرجت أرامكو في البورصة السعودية في كانون الأول/ديسمبر 2019 بعد أكبر عملية طرح عام أولي في العالم وصلت قيمته إلى 29.4 مليار دولار مقابل بيع 1.7% من أسهمها.
“وضع مالي أقوى”
منذ تسلم الأمير محمد منصب ولي العهد في 2017، تركز المملكة على محاولة تنويع الاقتصاد عبر دعم قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة وغيرها، بهدف وقف الارتهان التاريخي للنفط.
ويدير الصندوق، الذي يعد من الأكبر في العالم، أصولا بأكثر من 700 مليار دولار، عبر استثمارات في 90 شركة في 13 قطاع اقتصادي.
وتتنوع محفظته من الاستثمار في الرياضة واجتذاب صفوة لاعبي كرة القدم إلى إطلاق خط طيران وطني جديد بل ومقهى فاخر يقدم قهوة ومثلجات من لبن الإبل، مما جعله المحرك الرئيسي للتحوّل الراهن في الاقتصاد السعودي.
وقال الخبير في معهد دول الخليج العربي في واشنطن روبرت موغلنيكي لوكالة فرانس برس “الأمر كله يتعلق بالوصول إلى المزيد من رأس المال الاستثماري. ويتلخص هذا في مدفوعات أرباح أكبر، ووضع مالي أقوى، والمزيد من الأصول الخاضعة للإدارة”.
وتابع “هناك أيضًا سابقة لهذا النقل، ما يجعله سهل التكرار”.
وحققت أرامكو، درة تاج الاقتصاد السعودي، أرباحا “قياسية” بلغت 161 مليار دولار في 2022.
لكن نتيجة انخفاض أسعار الخام والكميات المبيعة، تراجع صافي أرباحها في الربع الثالث من عام 2023 بنسبة 23% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بعد انخفاض صافي الربح بنسبة 19.25% في الربع الأول و38% في الربع الثاني.
وتعلن أرامكو عن أرباحها السنوية لعام 2023 الأحد المقبل.