كتب سلطان عبد الكريم الخلايلة
نعم، يقترب الناخبون الجدد من الوصول إلى نصف مليون ناخب في الانتخابات النيابية القادمة، رقمٌ مفاجئ يُمكّن الأحزاب من رسم سياساتها الحزبية بناءً عليه لتضعهم على رأس أولوياتها، فهم يذهبون لصندوق الاقتراع للمرة الاولى .
هؤلاء ليسوا بيضة القبّان، بل القبّان كله، بما فيه من بيض وحجارة، فكيف تسمح التجربة الجديدة لهولاء الناخبين الجدد آلية الاختيار الأمثل وممارسة الأدوات الديمقراطية وهي الانتخاب.
حسناً، ماذا بعد؟
نحن في مرحلة تحتاج للمكاشفة من أجل النجاح، وسد فجوة الثقة وزرع عمليات كسب التأييد السياسي وبناء قدرات كل من يعمل مع الشباب فهم سيكونون يبحثون عن أنفسهم.
نصف مليون شاب دخلوا حلبة دائرة من يحق لهم التصويت للمرة الأولى بعد بلوغهم السن القانوني، هم ناخبون جدد ومن يضع مصالحهم وهمومهم وطموحاتهم على الطاولة هو من يكسب الجائزة الكبرى.
تأتي هذه التجربة بقانون انتخاب جديد يساهم الفرد من خلاله بتشكيل التركيبة والصورة الجديدة للبرلمان، من خلال التصويت الذي يحدد حاضر ومستقبل حكومته، وأهمية ما يصدر من قوانين وتشريعات من المجلس ستؤثر على مستقبلهم، ومن هنا البداية ليكون الشباب صُنّاع التغيير الإيجابي في المجتمعات المحلية.
مرحلة مهمة على صعيد التحديث السياسي، إذا ما أردنا لها النجاح على صعيد الشباب، فعلينا العمل على كسب الرهان ومعرفة ما هو مطلوب منهم ولهم؟
المسؤولية مشتركة بين هدف رفع السويّة السياسيّة لهذا الجيل، وتحفيزهم على دور أكبر للوصول للمشاركة الفاعلة والمؤثرة، وليس أن يكونوا قوى تصويتية بلا أيّ تأثير وهذا هو الرهان الأكبر.
المطلوب منهم كثير، والمطلوب لهم أكثر، فتكثيف الحوارات للمشاركة الجادة والإيجابية مع ابتعاد جميع المؤسسات العاملة مع الشباب عن البرامج التقليديّة، وهذا يتطلب تقديم لغة خطاب رفيعة لجيل يتحدث بلا حواجز ويقوم بالتفكير بشكل مختلف، فارتقاء جميع المؤسسات والتيارات والقوى السياسية لمستوى طموحات الجيل مهم ومطلوب، خاصةً إذا ما تحدثنا عن إعلام رقمي يستحوذ على النسبة الأكبر وكيفية استخدامه لأدوات ووسائل التواصل الاجتماعي، فمن أين يحصل الشاب على المعلومات وما مصدره بذلك هي نقطة رئيسية لمن يريد النجاح.
ما بعد شهر رمضان ستذهب أغلب الجامعات لانتخابات طلابية، ومن المهم أن نلتفت جميعًا كيف سنمضي بها للمصلحة العامة لانتخابات نيابيّة قادمة بعدها بأشهر فالتفاصيل متشابهة من حيث إن طالب الجامعة المتوقع تخرجه سيذهب لصندوق الاقتراع للمرة الأولى بجامعته كما هو الحال للأغلب من الناخبين الجدد بكشف المستقلة للانتخاب، فمنذ أزمة كورونا لم تحصل انتخابات طلابية ولعلّ استغلال ذلك بتقديم تثقيف لأهمية دور الشباب مطلوب من الجامعات وعمادات شؤون الطلبة تحديداً فهذه بداية الإقناع بالمشاركة.
من يذهب لبناء خطة وطنيّة عليه تقديم حلول تضمن خدمة مؤسسات العمل الشبابي، ووضع المسؤوليات أمام الجميع من دون مواربة، والمطلوب من الشباب الكثير نحو السعي للفرص المتاحة رغم صعوبتها أحياناً، والعمل على تمكين الذات وفق الإمكانيات المتاحة، وأهم ذلك تجويد السلوك التصويتي للشباب عند الذهاب لصناديق الاقتراع.