بقلم : حمزة الصباغ
كالبلسم يداوي الجراح، هطل المطر الأردني فوق غزة، من شمالها لجنوبها. حين تكون الأرض عطشى للمطر، وحين ترتفع الأكف بالدعاء لرب السماء، اللهم إن أهل غزة جائعون، محرومون، مشردون؛ يستجيب رب العباد، فيسخر العباد لنجدة العباد. صاح أهل غزة، فاستجاب الأردن، استجاب نشامى الجيش الأردني العربي، وصدرت الأوامر من سيد البلاد؛ هيا لتمطر السماء فوق غزة خيراً، وتمطر نجدة لأهلها، فانطلقت طائرات سلاح الجو الأردني في غياهب الغسق، وحملت ما حملت من معونات ومساعدات، واخترقت كل الأجواء، وعبرت حدود السماء، من الأردن إلى غزة، وألقت حمولتها، وأزيز هذه الطائرات، وكافة طواقمها تصيح يا أهل غزة هنيئاً مريئاً ما وصلكم، وسامحونا على تقصيرنا، وتقبل يا رب العباد مبادرتنا هذه بتوجيهات قائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله.
هناك طفل جائع ليلة أمس دخل جوفه هذا الخير، وهناك إمرأة أطعمت أطفالها ورفعت يديها للسماء؛ اللهم احفظ ملك الأردن وأهل الأردن من كل سوء، فهم، بإرادة الله، وعزيمة قائدهم من ساق لنا هذا الخير.
مطر مطر مطر، هطل على غزة، مطر خير، مطر من وراءه عزيمة شعب، وعزيمة قائد. لقد جبرت الخواطر ليلة أمس، ونحن نعلم كشعب أردني أن ما قدمناه ما هو إلا القليل، لكنه جاء في توقيت أقرب ما يكون لأن يوصف بشريان الحياة الذي جاء على الوعد والموعد، الوعد بأننا يا أهل غزة معكم، أنتم منا ونحن منكم، وأن قيادتنا الهاشمية تسعى من أجلكم بكل قوة لوقف مستدام لإطلاق النار، ومن ثم مداواة جراحاتكم، وإعادة إعمار قطاعكم المنكوب. يا أهل غزة، حين تنظرون إلى السماء ليلاً، اعلموا أن هناك في السماء عين الله ترعاكم، وسواعد أردنية تجوب السماء لنجدتكم. وسلام عليك يا أردن أينما كنت، فقد كنت تجوب السماء ليلة أمس، وشكرا سيدي، وسيد البلاد على هذه البادرة القوية، والتي جاءت في وقتها.