طوال السنوات الماضية، تتكر مطالب المواطنين في محافظة الكرك، وخصوصا من ذوي الدخل المحدود، بأهمية إنشاء سوق شعبي موحد، لتوفير مختلف المواد الغذائية من الخضار والفواكه واللحوم، وغيرها من احتياجات المواطنين، بأسعار معقولة في ظل ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة.
وفشلت محاولات عديدة من قبل بلديات المحافظة في إنشاء أسواق شعبية، وخصوصا خلال شهر رمضان المبارك، حيث ترتفع أسعار المواد الغذائية لدى غالبية المحال التجارية، ما يتطلب توفير بديل للمواطنين من خلال إنشاء أسواق شعبية والتي تتميز عادة بأسعارها المناسبة.
وفي شهر رمضان، يصبح مطلب إنشاء سوق شعبي ملحا، لا سيما للأسر من ذوي الدخل المحدود، الذين يتطلعون إلى توفير احتياجاتهم من الخضار والفواكه واللحوم والدواجن والملابس والأحذية بأسعار أقل من أسعار الأسواق العادية.
وكان إنشاء السوق الشعبي محط نقاش دائم في غالبية اللقاءات الشعبية والرسمية، سواء في بلدية الكرك أو مجلس المحافظة أو غيرها من اللقاءات الشعبية، وسط وعود رسمية بأن السوق الشعبي سيرى النور قريبا.
وتخلو جميع مناطق محافظة الكرك خلافا لبقية المحافظات من وجود أسواق شعبية دائمة أو مؤقتة على غرار ما يعرف بـأسواق “الجمعة” أو “الاثنين”، والتي توفر كل ما تحتاجه الأسر خاصة من ذوي الدخل المحدود من احتياجات بأسعار مقبولة قياسا بالأسواق التجارية.
وكان مطلب إنشاء سوق شعبي محور لقاء شعبي جمع فاعليات شعبية برئيس بلدية الكرك بداية العام الحالي، للمطالبة بإنشاء سوق شعبي بمدينة الكرك، أو في أحد أحيائها، من أجل التخلص من حالة الفوضى السائدة حاليا بالأسواق التجارية وسط المدينة ومختلف البلدات والمدن بالمحافظة.
وبحسب مواطنين بالكرك، فإن أسعار الملابس والأدوات المنزلية والخضار والفواكه واللحوم والدواجن ترتفع مع قدوم الشهر الفضيل، ويصبح وجود سوق شعبي يوفر أسعارا مقبولة أمرا ملحا وضروريا.
وكانت وزارة الإدارة المحلية قد دعت مرارا بلديات المملكة إلى ضرورة تنظيم الأسواق الشعبية وتوفير مكان خاص لها، حرصا على السلامة العامة وللانتهاء من حالة الفوضى بالأسواق الناتجة عن البسطات والباعة المتجولين، لكن عقبة نقص التمويل لدى البلديات كانت دائما ما تلغي إنشاء هذه الأسواق.
وقالت السيدة أم فرح من سكان ضاحية الكرك الجديدة إن الأسواق الشعبية ستكون ملجأ للعديد من الأسر الفقيرة لشراء مستلزمات المنزل من الأدوات المنزلية والخضار والفواكه والملابس بأسعار رخيصة، بدلا من شرائها من البسطات، مشيرة إلى أنه لم يعد بإمكان آلاف الأسر شراء تلك المواد من الأسواق العادية التي تبيعها بأسعار مرتفعة مقارنة بدخل الأسر المتواضع، وليست في متناول الأسر المحتاجة، معتبرة أن السوق الشعبي بات مطلبا شعبيا حقيقيا ودائما لأهميته البالغة.
وقال المواطن محمد الشمايلة من سكان بلدة الثنية شرقي مدينة الكرك، إن المواطنين ما زالوا منذ فترة طويلة، ينتظرون إنشاء السوق الشعبي الذي يتم الإعلان عنه مرارا دون أن يرى النور، مشيرا إلى أن الأسواق الشعبية توجد في غالبية مدن المحافظات طوال العام باستثناء الكرك، رغم أنها بأمسّ الحاجة إلى سوق شعبي يحمي الفقراء ومحدودي الدخل من ارتفاع الأسعار وخصوصا خلال شهر رمضان.
وأشار إلى أن أسعار المواد الغذائية بدأت بالارتفاع قبيل شهر رمضان، ما يتطلب توفير سوق مواز للأسواق التجارية يوفر احتياجات المواطنين بأسعار مناسبة.
وقالت ازدهار الصعوب من سكان مدينة الكرك، إن هناك مطالبات شعبية دائمة داخل مدينة الكرك وخارجها لأجل إنشاء سوق شعبي عام يضم كافة البضائع الضرورية والتي يمكن عرضها بالسوق لأجل توفير احتياجات المواطنين، في ظل ارتفاع أسعار مختلف السلع الضرورية وخصوصا الخضار والفواكه واللحوم والدواجن وغيرها من الاحتياجات التي تطلبها الأسر وخصوصا خلال شهر رمضان المبارك.
وأشارت إلى أن البلدية حاولت مرارا إنشاء سوق شعبي دون أن يتم تنفيذه لأسباب عديدة من بينها عدم توفر التمويل اللازم لإنشاء السوق وتوفير المكان المناسب له داخل مدينة الكرك أو خارجها، كما يتم إخبار المواطنين دائما، مؤكدة أن وجود السوق سيخفف على المواطنين من ارتفاع الأسعار.
وأشارت إلى أن قرب مدينة الكرك من الأغوار الجنوبية حيث مصادر انتاج الخضار والفواكه يسهم في تخفيض كلف التسويق وبالتالي إمكانية أن تطرح السلع بأسعار مناسبة.
من جهته، أكد رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة أهمية إنشاء السوق الشعبي لتوفير احتياجات المواطنين بأسعار معقولة، إضافة إلى إيجاد فرص عمل للشباب المتعطلين وتوفير نوافذ بيع للمنتجات الزراعية بالمحافظة، لافتا إلى توفر أماكن مناسبة لإقامة هذا السوق وتعمل البلدية على إعداد المخططات وإيجاد التمويل لإنجازه بالقريب العاجل.
واشار إلى أن لدى البلدية رؤية لإنشاء سوق شعبي داخل مدينة الكرك لتجميع كل الباعة المتجولين، إضافة إلى التجار والمزارعين الراغبين بعرض منتجاتهم في السوق الشعبي.
وبين أن البلدية وبالتعاون مع جهة مانحة انتهت قريبا من إعداد المرحلتين، الأولى والثانية، من خطة إنشاء السوق الشعبي بالكرك، ليكون على سوية جيدة ويوفر كافة احتياجات المواطنين بالمدينة ومختلف مناطق المحافظة.
ولفت إلى أن البلدية وقعت مؤخرا مع إحدى المؤسسات الأهلية بالكرك وبالتعاون مع وزارة السياحة، اتفاقية لإنشاء سوق شعبي تراثي أسبوعي في يوم الجمعة، أمام الساحة الرئيسة لقلعة الكرك لعرض منتجات السيدات والمنتجين للمواد الغذائية الشعبية والتراثية، وسيكون مستمرا طوال العام، ليشكل نوعا من انواع الأسواق الشعبية.