بكلمات بسيطة صرخ ذلك الطفل الغزّاوي إنها طائرة أردنية !!! كلمات ليست كالكلمات وصرخة ممزوجة بالفرح ليست كباقي الصرخات !! طائرة أردنية يتراكض صغار غزة ملوحين لها بأياديهم الغضّة مستبشرين فرحاً ، لعل هذه الطائرة أو مَنْ يقودها يشاهدهم !! طائرة ليست كباقي الطائرات فهي لا ترميهم بالموت والحِمم !! بل طائرة ظاهرها رحمة وباطنها نجدة ومساعدة !! .
قَدْ تكون الحدود أُقفلت عليكم يا أهل غزة سواءاً من عدوٍ حاقد أو صديق متأمر لا فرق ولكن الطائرات الأردنية وصلتكم ، أهل الأردن وقيادة الأردن وصلتكم ولا يَعُد مهمًا بأي طريقة وبأي ثمن !! المهم قَد وَصَلنْا !! فأنتم تستحقون وما نقدمه هو أقلّ القليل … .
والعالم يُشاهد أياديكم ترتفع إلى السماء تكون المقارنة بين مَن يُضمد الجراح ونذر نفسه لذلك وبين مَنْ إمتهن القتل والآخر الذي إمتهن المتاجرة بالكلام !! قد لا نكون أتقنا ألفن الاخير ولا نستطيعه ولكننا حتماً نجيد تضميد الجراح ، لا يعنينا مزاود من هنا ومتاجر من هناك ، ولا يعنينا صِغَرَ ما نُقدّم فالجود من الموجود وعندما قالها ذات يوم عميد آل هاشم سنتقاسم معكم اللقمة وشربة الماء فسنفعل ذلك !! سنكون معكم وسيكون لنا الصدر دون العالمين أو القبر … .
ما نقدمه يا أهل غزة مقارنة بما تقدموه لا يُذكر ولا يُقارن فدمائكم الزكية الحرّة لا يعدِلها شيء في الوجود فهذه أجرها على الله وعنده وفي ميزانهِ ولكن ما نقدمه نحن حسبنا أنه جهد بسيط نساهم به في معركتكم مع هذا المحتل .
وأنتم أيها النشامى ، أيها القابضون على جمر الغظى والعاضّون على النواجذ في مواجهة عدو ماكر وصديق حاسد لا يغرنكم مثبطين الهمم والباخسين لكم كلمة طيبة فهولاء هذه طباعهم وعاداتهم فدعوكم منهم وكونوا كما أنتم وعلى ما أنتم فالتاريخ ذات يوم سيكون منصفًا وستذكركم الأيام بما أنتم له أهل ويكفيكم نظرة ذلك الطفل وهو يصرخ ” طائرة أردنية طائرة أردنية ” ففيها كل الحب والتقدير الذي تستحقونه ولو أنكم لَمْ تسعوا ذات يوم الى شكر أو تقدير فهذا واجبنا قبل كل شيء وبعده .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة
