ما يتعرض له الشعب الفلسطينى عمومًا وأهلُ غزّة على وجه الخصوص يردّهُ البعض إلى أنه في حقيقة الأمر هو كُرهاً لحركة حماس للإرتباط العضوي ما بينها وما بين الإخوان المسلمين ولكن الحقيقة تقول غير ذلك أو التاريخ يقول عكس ذلك !! ، ففي عام 2002 عند محاصرة الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات في المقاطعة والذي إستمرّ ما يزيد على الثلاث سنوات لَمْ يكن عرفات من الإخوان المسلمين ولَمْ يكُن مرتبطًا بهم وَمع ذلك لَمْ يتحرك العرب – بغض النظر عن بيانات الاستنكار والشجب – ألتي إعتدنا عليها ، وتركنا الفلسطينيين آنذاك وحيدين يصارعون عدونا وعدوهم ، وكان كل ما يملكه عرفات اربعة آلاف شرطي مسلحين ببنادق الكلاشنكوف وحوالي الاربعين سيارة مدرعة ، وقد أسفر آنذاك هذا الحصار عن إستشهاد حوالي 200 شخص واستشهاد الرئيس عرفات .
واليوم وَقد تجاوز عدد الشهداء 30 الف شهيد في غزة فإنّ الأمر يغدو جليّاً في أن المقصود ليس غزة بل فلسطين والشعب الفلسطينى عمومًا سواءاً أكانَ في غزة أم في الضفة الغربية!! والمضحك المبكي في الأمر أن الدولتين اللتين تعتبران مستهدفتين من المؤامرة على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وأقصد بهما مصر والاردن هما أكثر دولتين متهمتين بالتآمر على القضية الفلسطينية ولا يَغُرنّ البعض الكلام الذي نقوله لبعضنا البعض !! .
وفي ظلّ هذا الواقع وفي ظلّ إبتعاد المواقف الواضحة والضبابية التي تشهدها المواقف العربية بعمومها فإنه يغدو لزامًا علينا وتحديدًا في الأردن أن يكون الموقف واضحًا ، خاصةً إننا سنكون الخاسر الأكبر اذا حدث لا سمح الله ما ينادي به رئيس هذا الكيان الغاصب .
إنّ الموقف الأردني وأنا من المؤمنين بهذا الموقف بالرغم من جميع الأخطاء التي تحصل مِن قِبَل بعض هواة السياسة هو موقف رافض للتهجير وأنّ المكان الطبيعي والحقيقي للشعب الفلسطيني هو فلسطين ، وأنّ هذا الشعب العظيم لَنْ يتخلى عن وطنه ولو إجتمعت كل أمم الأرض في مواجهته ، وأن المقاومة الفلسطينية وَبعد كُل الذي قدمته من تضحيات وشهداء وتدمير لَن تُكرر الخطأ ، وأن الشعب الفلسطيني لَمْ يَعُد أمامه إلّا قول الشاعر :
فإمّا حياة تسرّ الصديق
وإمّا مماتٌ يغيظ العِدى
بقلبي سأرمي وجوه العداة
فقلبي حديدٌ وناري لظى .
ليس أمام الشعب الفلسطيني إلّا خيار المقاومة وَلَم يَعُد هناك من خيار آخر وما كان يقول به البعض من الابتعاد عن سبيل المقاومة المسلحة ما هو إلّا مُجرد وهم !! وثبت أن هذا العدو يُبطن غير ما يُظهر وأنه لَمْ يؤمن يومًا بسلام أو حلّ عادل للقضية الفلسطينية وقد ظهرت تصريحات قادتهِ واضحةً لا لُبسَ فيها منذ اليوم الذي ظهر فيه نتنياهو في الأمم المتحدة وهو يحمل خريطة فلسطين كاملة مُدعياً بأنها أرض إسرائيل !! ، ولا يجب على الفلسطينيين أن يتكلوا على العرب فلقد ثبت بعد كلّ هذا الذي يجري أنه لا أمل يُرتجى من العرب فهم إمّا مُتأمرين أو مُتخاذلين وأدعو الله أن تكون الثانية فهذه قَد يُمكن علاجها أمّا الأولى فلا دواء لها .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة