تسلم الأردن اليوم رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في دورته الثالثة عشرة بعد المئة والتي بدأت أعمالها في القاهرة اليوم برئاسة وزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي.
وتسلم الشمالي رئاسة المجلس من رئيس وفد الجمهورية اليمنية رئيس الدورة السابقة ١١٢ للمجلس / وزير الصناعة والتجارة في الجمهورية اليمنية محمد حزام الأشول.
وتحفل اجتماعات المجلس في هذه الدورة بالعديد من الملفات التي تستهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي العربي وتعظيم الاستفادة من الفرص والإمكانات المتاحة والعمل على تحقيق التكامل في عدة مجالات وكذلك التباحث في تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واضطرابات البحر الأحمر وباب المندب.
وقال الشمالي خلال الاجتماع :”يسعدني ونحن نجتمع اليوم في مقر حاضنة العمل العربي المشترك، جامعة الدول العربية، لعقد اجتماعات الدورة الثالثة عشرة بعد المئة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، التي تتشرف المملكة الأردنية الهاشمية برئاستها، أن أتوجه باسمنا جميعا بجزيل الشكر والتقدير للجمهورية اليمنية الشقيقة لما بذله وفدها من جهود مميزة في إدارة أعمال الدورة السابقة للمجلس الكريم، مؤكدين تطلعنا للبناء على ما تحقق في تلك الدورة والدورات التي سبقتها، إذ أننا مؤمنون بالمؤسسية والاستدامة نهجا ثابتا ندعمه بالاستفادة من دروس الماضي والعمل على تلبية متطلبات الحاضر وتطلعات المستقبل”.
وثمن الشمالي جهود كوادر الأمانة العامة للجامعة برئاسة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في الإعداد لأعمال مجلسنا والمتابعة الدقيقة لجدول أعمال هذه الدورة.
وقال الشمالي أن دولنا وجامعتها تجد اليوم نفسها تخوض غمار مرحلة فارقة أخرى من تاريخ أُمتنا المعاصر، مرحلة عنوانها الأبرز إجهاد اقتصادي ذو تبعات اجتماعية عميقة.
وأضاف الشمالي لقد اخترت كلمةَ “إجهاد” في وصف ما يواجِهنا من تحديات، لأنها قد تكون الأفضل تعبيرا عن الأثر الذي يخلفه توالي الأزمات العالمية والإقليمية على اقتصاداتنا ورفاه شعوبنا. وكي لا نعود كثيرا إلى الوراء حسبنا أن ننظر فيما فعلته وتفعله متواليةُ “جائحة الكورونا.
وقال إنه وما لبثت أن تراجعت وطأة الجائحة بما خلفته من إغلاق للمؤسسات وفقدان للوظائف وزيادة في الفقر، حتى أطلت علينا الازمة الروسية-الأوكرانية التي رفعت نسب التضخم والأسعار وأضرت بسلاسل التزويد.
أما العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة” قال الشمالي فقد أزهقت المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، ولا تزال، عشرات الآلاف من الأرواح، وشردت مئات الآلاف من مواطني القطاع وخلفت دمارا وخرابا بعشرات المليارات من الدولارات. كما أدت إلى خلل في سلاسل الامداد وحركة الملاحة عبر البحر الأحمر والدخل السياحي في منطقتنا.
ومن الأهمية عدم إغفال حتمية وقوع أزمات إقليمية وعالمية مؤثرة اقتصادياً في المستقبل وعدم اتخاذ إجراءات تحوطية لدرء تداعياتها. فلا دروس التاريخ البشري ولا علوم السياسة والاقتصاد تسمح بهذا الإغفال.
وأضاف الشمالي:” اليوم، ونحن نقترب من الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس جامعة الدول العربية (في 22 اذار المقبل)، نجد في تكثيف جهود دولنا لإنفاذ آليات العمل العربي المشترك المتوافق عليها وتمتين دور مؤسسات الجامعة تحقيقاً للمصالح العربية وتفعيلاً للقواسم المشتركة وتحصيناً من التحديات الماثلة والمستقبلية، وبالتالي تلبية للاحتياجات الأصيلة لدى الإنسان العربي.
وأضاف:” وما أظنكم أيها الأشقاء إلا تواقين مثلنا للإسراع في إتمام البنية التحتية القانونية اللازمة لاستكمال متطلبات إقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وإقامة الاتحاد الجمركي العربي وصولا للسوق العربية المشتركة”.
وأضاف الشمالي أنه وإدراكا منا لنفاد وقت التريث في السير نحو تكامل عربي فعلي، علينا مسؤولية مشتركة لبذل مزيد من الجهد، لإيماننا بأن المنعة التامة لكافة الدول الشقيقة تقتضي تكاملية تامة تساهم فيها وتستفيد منها كل دولة من دولنا.
وأعرب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أعرب في كلمة له في الجلسة الافتتاحية لدور المجلس الاقتصادي والاجتماعي عن تهنئته للأردن بتسلم رئاسة الدورة الحالية للمجلس والمعول عليها الكثير في خدمة وتعزيز التعاون والتكامل العربي المشترك في مجالات العمل المستهدفة.
وأضاف أبو الغيظ، في كلمته بحضور رؤساء وفود الدول العربية، أن أجندة عمل دورة المجلس الاقتصادي والاجتماعي تستهدف اقرار خطة اقتصادية اجتماعية لإغاثة ودعم الفلسطينيين في قطاع غزة وأنه تم إعداد وثيقة لرؤية عربية 2045 تعكس آمال وطموحات غد أفضل للأجيال القادمة.
وضم الوفد الأردني لاجتماعات المجلس الذي ترأسه الوزير الشمالي مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة والمستشار الاقتصادي في المندوبية مهند غش والمستشار الإعلامي في السفارة الأردنية المندوبية الدائمة الدكتور علاء الزيود ومساعد المستشار الاقتصادي الدكتورة اسماء العوايشة
وعلى هامش الاجتماعات التقى الشمالي بعدد من وزراء الصناعة والتجارة العرب وبحث معهم تعزيز العلاقات الثنائية وكذلك تسيير اعمال الدورة الحالية للمجلس وما هو معروض عليها من خطط وبرامج عمل وبما يعزز التعاون العربي المشترك في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتنموي