مع الارتفاع النسبي على درجات الحرارة خلال الأيام الماضية في محافظة عجلون، شهدت مواقع التنزه حركة سياحية نشطة، سيما في المناطق الشفا غورية، فيما اغتنم السكان نمو الأعشاب البرية لجمع أنواع منها تصلح للموائد، وبيع بعضها لمن لا تتاح لهم فرصة جمعها.
هذه الأجواء المشجعة على التنزه، رفعت نسبيا من زيارة المواقع السياحية والأثرية ومشروع التلفريك، وأسهمت في تنشيط الحركة في عدد من المشاريع السياحية، كالمطاعم والاستراحات التي تواجه بالعادة حالة من الركود خلال فصل الشتاء.
ويقول الناشط عامر الزغول، إن الكثير من المواقع السياحية في عجلون شهدت مع نهاية الأسبوع قدوم أعداد كبيرة من الزوار والذين انتشروا في مختلف مناطق المحافظة، ما ساهم في تنشيط الحركة التجارية في الأسواق وأتاح فرصة لأصحاب المشاريع السياحية المؤهلة لاستقبال أعداد لا بأس بها من العائلات.
ويؤكد عيسى الشرع أن العديد من المسارات السياحية شهدت نشاطا لافتا من الزوار والمتنزهين، خصوصا وأن الأجواء كانت دافئة ومشجعة للمسير والتجول وسط الغابات والأراضي الزراعية التي اكتست بالأزهار البرية والثوب الأخضر، الذي أتاح للقادمين جمع أنواع من النباتات البرية الصالحة للطعام.
ويقول سامي أبو سيف إن استقرار الحالة الجوية بعد كميات غير مسبوقة من الأمطار تجاوزت معدلاتها السنوية ما ساهم في نمو المراعي والأعشاب البرية، وأتاح له جمع أنواع عديدة من الأعشاب التي تدخل في إعداد العديد من الوجبات الشعبية، كالخبيزة واللوف والفطر.
ويقول علي الشريدة إنه يحاول جمع نوع محدد من الأعشاب كاللوف وبيعه بسعر يصل إلى دينارين للكيلو ما يساعده في الإنفاق على أسرته، مؤكدا أن أنواعا عديدة من الأعشاب البرية ما تزال تشكل مصدر رزق للأسر خصوصا في سني الخير.
ويؤكد رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، أن المناطق الشفاغورية والجبلية في المحافظة شهدت نهاية الأسبوع، حركة سياحية نشطة من قبل المواطنين للاستمتاع بالأجواء الدافئة والمناظر الطبيعية والربيع وشلالات المياه والينابيع التي تفجرت والأودية التي تفيض بالمياه التي تتزود بها من الينابيع.
وقال إن أعدادا كبيرة من العائلات توافدت إلى مختلف المناطق في المحافظة، بعد أن اكتست بالبساط الأخضر للتنزه ومواصلة جولاتهم للتبقل بحثًا عن الأعشاب الطبية والغذائية التي نبتت بفعل الأمطار وبيعها كمصدر رزق لهم أو استخدامها في سلة الغذاء اليومية.
وقال الناشط عمر فندي إن المناطق السياحية شهدت إقبالا ملحوظا، خصوصا منطقة راجب وشلالاتها وكذلك عرجان ووادي الطواحين وكركمة وسد كفرنجة وسرابيس والصفصافة والزراعة والجبل الأخضر واشتفينا والتلفريك ومحمية عجلون والمناطق الأثرية وقلعة عجلون وموقعي مار الياس وسيدة الجبل، مؤكدا أن ذلك أنعش المشاربع السياحية الصغيرة والمتوسطة كالمطاعم والاستراحات.
وقال المواطن أبو زيد شويات، إن الأمطار الأخيرة تسببت بنمو النباتات البرية المتنوعة التي تجود بها الطبيعة وتشكل مصدر غذاء ورزق للكثير من الأسر في عجلون التي تغتنم مواسم نمو الأعشاب البرية والطبية والصالحة للطعام والتي بدأت تغطي مساحات واسعة.
وأشار إلى أن المناطق الشفاغورية تعتبر من أكثر المواقع التي تشهد إقبالا من زوار المحافظة وسكانها أيضا حيث الطبيعة الجميلة والبساط الأخضر الذي يكسو الجبال والسهول والهضاب المزينة بأزهارها الجميلة.
وتؤكد مديرية سياحة المحافظة أن عجلون على موعد مع موسم ربيعي سياحي مميز هذا العام نظرا لوجود العديد من المقومات الطبيعية البيئية والسياحية والأثرية في المحافظة، إلى جانب التلفريك والتي باتت كلها عوامل جذب سياحي، مؤكدة أن المحافظة ستشهد حركة سياحية غير مسبوقة هذا العام يقدر لها أن تتجاوز مليوني زائر، ما سيساهم في تنشيط القطاع السياحي ومقدمي الخدمات السياحية وخدمة أصحاب المنتجات الغذائية لتسويق منتجاتهم.
يذكر أنه يوجد زهاء 32 منشأة سياحية عاملة ما بين متنزه ومنتجع ومطعم الى جانب عشرات بيوت الضيافة التي تقع على المسارات السياحية.
إلى ذلك، قال مدير زراعة عجلون المهندس رامي العدوان، إن كميات الأمطار التي هطلت على المحافظة وتجاوزت المعدل السنوي بحمد الله ساهمت في زيادة إقبال المواطنين على التبقل، كما شجعتهم الأجواء الدافئة على زيارة المواقع الشفا غورية والجبلية والتي تكثر فيها النباتات والأعشاب البرية نظرا لقيمتها الغذائية، مبينا أنه يتوفر في المحافظة أكثر من 200 نوع من الأعشاب والأزهار البرية التي تستخدم للعلاج أو كمصدر لإعداد الأكلات الشعبية.