أُقيل الخميس قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني من منصبه في أكبر تغيير على صعيد القيادة العسكرية في كييف منذ الحرب الروسية قبل عامين تقريبا.
وقاد الجنرال الذي يتمتع بشعبية كبيرة الجيش الأوكراني منذ بداية الحرب، وتمكن من صد الجيش الروسي الأكثر قوة في الأشهر الأولى من الحرب.
لكن فشل الهجوم المضاد الذي تم تعليق الآمال عليه الصيف الماضي إضافة إلى الخلاف العلني مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لطخا صورته داخل مكتب الرئيس.
وقال زيلينسكي في بيان في منصات التواصل الاجتماعي “اليوم أجرينا نقاشا صريحا حول ما يجب تغييره في الجيش. تغييرات عاجلة”.
وأضاف زيلينسكي”عرضت على الجنرال زالوجني أن يبقى جزءا من فريق الدولة الأوكرانية. سأكون ممتنا لموافقته”.
وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي أنهى فيه وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الجديد نسبيا في منصبه، أياما من التكهنات بشأن مستقبل زالوجني بإعلان استبداله.
وكتب عمروف عبر منصات التواصل “اليوم تم اتخاذ قرار بتغيير قيادة القوات المسلحة الأوكرانية. أنا ممتن بصدق لفاليري فيديروفيتش (زالوجني) على كل إنجازاته وانتصاراته”.
وعيّن زيلينسكي الخميس الجنرال أولكسندر سيرسكي قائدا جديدا للجيش خلفا لفاليري زالوجني، علما أن سيرسكي كان يتولى قيادة القوات البرية.
ووصف زيلينسكي القائد الجديد بأنه “الجنرال الأكثر تمرسا في أوكرانيا”، لافتا الى أنه قاد الدفاع عن كييف مع بداية الحرب الروسية قبل نحو عامين، ثم الهجوم المضاد في خريف 2022 والذي أدى إلى تحرير منطقة خاركيف.
وبعد أكثر من عام من حرب الخنادق وفي ظل الضغط العسكري المتواصل للجيش الروسي ضد الجنود الأوكرانيين الذين يقلون عنهم عددا على جبهة مترامية الأطراف، سعت كييف إلى إجراء تغييرات عاجلة.
ودعا زيلينسكي قيادته العسكرية الجديدة إلى وضع استراتيجية لهزيمة القوات الروسية.
وقال “لا يمكن أن يكون عام 2024 ناجحا بالنسبة لأوكرانيا إلا إذا أجرينا تغييرات فعالة في أسس دفاعنا، ألا وهي القوات المسلحة الأوكرانية”.
“الجنرال الحديدي”
وزالوجني الذي يصفه الإعلام الأوكراني بأنه “الجنرال الحديدي” كان رمزا للمقاومة ضد روسيا، كما تمتع بشعبية عارمة في أوساط الشعب الأوكراني وحاز احترام جنوده.
ورغم أنه تجنب أن يكون تحت الأضواء السياسية، يُنسب إليه الفضل في قيادة بعض الحملات العسكرية الأكثر نجاحا في أوكرانيا، بما في ذلك تحرير مدينة خيرسون في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
لكن التصريحات التي أدلى بها لوسائل الإعلام وخصوصا الغربية كانت مصدر قلق مستمر لزيلينسكي الذي يكافح من أجل المحافظة على الوحدة في موضوع التعبئة العسكرية.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، قال زالوجني لمجلة “ذي ايكونوميست” إن النزاع مع روسيا وصل إلى “طريق مسدود” وأنه “على الأرجح لن يكون هناك اختراق عميق”، وهو اعتراف نفاه زيلينسكي بشكل قاطع.
ثم في مقالة رأي لشبكة “سي ان ان” بعد ثلاثة أشهر، قال الرجل البالغ 50 عاما إن الجيش متعثر بسبب “إطار العمل التنظيمي”، داعيا إلى التحديث العاجل.
واعتبر زالوجني أن أوكرانيا لن تكون قادرة على تعزيز القوة البشرية لجيشها ما لم يتخذ النواب إجراءات “لا تحظى بشعبية” لتعبئة مزيد من الرجال.
لكن الدعوات لتعبئة نصف مليون شخص إضافي لتبديل الجنود المنهكين على الجبهة الذين خدموا لفترة طويلة، كانت قضية مثيرة للانقسام إلى حد كبير في دولة استنزفها القتال.