لَيْست غزّة الجديدة بل الأعراب الجُدد يا معالي سميح المعايطة !!
في مقال للسيد سميح المعايطة صبيحة يوم السبت السابع من هذا الشهر في صحيفة الغد يتحدث حول واقع غزة بعد العدوان الهمجي عليها من قبل الاحتلال الصهيونى وقد تباكى السيد المعايطة طويلًا على غزة وما حلّ بها وأنها مدينة لم ولن تعد صالحة للحياة إلّا بشق الأنفس !! .
وبعيدًا عن شخصنة المواقف و / أو المواقف المسبقة لما حدث ويحدث في غزة ومع عدم موافقتي على كثير مما يَكتُب أو كَتَب فقد كُنت أعتقد أنه سيكتب عن الاعراب الجُدد الذين ظهرت مواقفهم بكل عُرييها وبشاعتها وبُعدها عن العروبة !! .
غزة وأهل غزة سيعيدونها للحياة وستعود غزة أجمل وأفضل مما كانت ، غزة التي لَمْ تَعِش يومًا دون حصار وعدوان منذ بدايات الاحتلال وفي كلّ مرة تقف على قدميها وتعود أقوى من السابق ، غزة وأهل غزة وبالرغم من كلّ ما مرّ عليهم لم نسمع منهم اساءة لعربي أو لدولة عربية !! ما سمعنا منهم إلا الحمدلله ولن نغادر نموت هنا أو نحيا هنا !! غزة ألتي تخرج المرأة من تحت الأنقاض وأول كلامها ” غطّوا شعري وجسدي ” !! غزة التي أطفالها يركضون تحت قصف الطائرات يرفعون أصابعهم بإشارة النصر !! .
غزة يا معالي سميح المعايطة سبقتها كثير من مدْدن العالم وقد دمرتها الحروب وعادت وانتفضت من تحت الأنقاض ! .
هوريشيما ، ناجازاكي ، لندن ، برلين ، بيروت ، حلب والكثير الكثير التي قد لا يتسع المجال لذكرها ، نعم غزة تم تدمير الحجر والبشر والزرع فيها ولكن لم يتم تدمير الإيمان بالوطن وبالعقيدة وبالحرية !! .
غزة بحصارها وضعفها وهوانها على الناس فعلت ما لم تفعله جيوش دول كانت تسمى ذات يوم عربية !! غزة بنت مقاومتها وسلاحها بأيدي وعقول أبنائها !! .
المشكلة ليست في غزة الجديدة – كما طاب لك أن تسميها- ولكن المشكلة في الاعراب الجدد الذين خانوا وهانوا وهُم من ذبحوا غزة !! .
غزة يا سيدي لا خوف عليها فَمَن بناها في الأولى والثانية والثالثة سيُعيد البناء ولكن نحن ماذا سنقول لأبنائنا ولأنفسنا قبل ذلك ؟ .
هل سنقول نحن من حاصرنا وخان وغدر ووقف متفرجاً ؟ هل سنقول نحن مَن هبّ لنجدة دولة الاحتلال ؟ هل سنقول نحن مَن خذل أهل غزة ولَم نمتنع عن تحطيم معنوياتهم ؟ .
يا صاحب المعالي أهل غزة أدرى بشعابها وهم أعلم وأعرف من جميع المنظرين والمحللين بواقعهم وكيف سيعيدون مدينتهم لا بل مدينة الحرية والعزّة العالمية ولنبقى نحن مُتلحفين بثياب الهوان !! وأضعف الإيمان يا صاحب المعالي أن نتمثل في قول الشاعر :
لا خيلَ عندك تُهديها ولا مالُ
فَليُسعِدِ النُطقُ إنْ لَم تُسعِدِ الحالُ
لا يُدرِكُ المجدَ إلّا سيّدٌ فَطِنٌ
لِما يَشُقُّ على الساداتِ فَعّال .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة