قَد يكون هذا السؤال هو الأكثر رواجاً في هذه الأيام والكل يجيب بما يأمل !! ولكن يبقى الجواب لأصحاب الحق في الجواب !! وبالتأكيد أن الغزاويين هم الأقدر وأصحاب الحق في الجواب .. ولكن ما يشغلني هنا في الأردن هو السؤال الذي يجب أن تُجيب عليه الحكومة الأردنية وهو ماذا سنفعل نحن في اليوم التالي لحرب غزة ؟ وماذا أعددنا لذاك اليوم ؟ .
أربعة أشهر تقلّ قليلاً أو قد تزيد وَلَم نسأل ماذا فَعَلَت حرب غزة عندنا وماذا غَيّرت فينا ؟ المسافة بيننا وبين غزة ليست بكبيرة سواءاً أكانت على أرض الواقع أو في الوجدان الأردني ، وسواءاً أكانت في المشاعر أو الأحاسيس ، غزة قد تكون المدينة التي جالت أنحاء العالم ونطقتها الألسن رضينا بذلك أو غضبنا !! هي المدينة الوحيدة ألتي أشعرتنا بالعز ومعنى الكرامة !! .
غزة كانت للبعض البوصلة والاتجاه والقِبلة !! وللبعض الاخر ستكون غزة مزلزلة العروش والدول وستكون هي ميزان العدالة فإمّا الى جامعة للشعوب حول حكّامها وقياداتها وإمّا العكس ! .
أربعة أشهر وشبابنا وأطفالنا يتابعون ما يحدث في غزة وتشكلت لديهم قناعات وروايات تناقض كل ما قلناه في الثلاثين عاما الماضية !! فماذا نحن قائلين لهم ؟ ، ماذا سنفعل في مواجهة جيوشنا وتسليحهم وتدريبهم وقد رأينا ماذا فعل أبطال المقاومة من لا شيء ؟ ماذا سنفعل في مناهجنا الدراسية التي شكّلنا وغيّرنا فيها الكثير لتتوائم مع مرحلة لَمْ نكن مقتنعين بها يوماً ؟ .
ماذا سنفعل مع عقيدتنا وبالقائمين عليها وقَدُ صوروا العدو لنا ذات يوم صديقًا ؟ .
ما أحدثته غزة وأبطالها وكشفها لكثير من الاقنعة والوجوه الزائفة تركت كثيراً من الانقسامات عمودياً وأفقياً في كثير من المجتمعات وأصبحنا بحاجة الى ترميم هذه الانقسامات والعلاقات !! .
كثير من العلاقات مع العديد من الدول ومنظمات المجتمع الدولي أصبحت بحاجة الى إعادة النظر فيها !! فهل نحن قادرون على ذلك ؟ .
ما قبل غزة بالتأكيد لن يكون كما هو ما بعدها !! كثير مَنْ هُم في موقع المسؤولية الآن لن يكونوا قادرين على إدارة المشهد غداً !! .
ويبقى السؤال ماذا أعددنا للغد ؟ وماذا أعددنا لليوم التالي ؟ .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة