وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وفي توقيت حساس بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي توعدت إدارته أكثر من مرة بالرد على الهجمات التي تستهدف قواتها في الشرق الأوسط لاسيما في العراق وسوريا، أتى الهجوم الذي استهدف أمس، البرج 22 على الحدود الأردنية السورية.
فقد اعتبرت تلك الضربة بالنسبة للعديد من المراقبين تصعيدا خطيرا لاسيما أنها المرة الأولى التي يُقتل فيها عسكريون أميركيون بنيران معادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي.
كما أن الهجوم يفاقم بلا شك التوترات في المنطقة، ويغذّي المخاوف من توسع نطاق الحرب إلى نزاع قد يشمل إيران بشكل مباشر.
الرئيس محرج!
فضلاً عن أنه أتى في توقيت محرج لبايدن الساعي إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض عبر الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر المقبل، والذي تعرض للعديد من الانتقادات لاسيما من منافسه الجمهوري دونالد ترامب الذي وصفه مرارا بالضعيف، كما اتهمه باعتماد “أسلوب متراخ” مع طهران.
فما هي خيارات بايدن للرد على تلك الضربة المؤلمة التي أدت إلى مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة 34؟
رأى العديد من المحللين والمراقبين أن الإدارة الأميركية الحالية أمام 3 خيارات للرد، أولها ضرب فصائل مسلحة موالية لإيران في العراق وسوريا بشكل موجع، ثانياً ضرب قواعد إيرانية في سوريا، وثالثاً استهداف مواقع في الداخل الإيراني على الرغم من استبعاد هذا الاحتمال.
وفي السياق، اعتبر جويل رايبورن، الذي عمل كمبعوث خاص لسوريا خلال إدارة ترامب أن الهجوم على البرج 22 طال هدفا سهلا على أراضي دولة حليفة، وتجاوز بذلك جميع الخطوط الحمراء.
كما رأى أن على واشنطن البحث في كيفية تدفيع الإيرانيين ثمن هذا الهجوم بشكل مباشر، مرجحاً أن تستمر هجمات الفصائل الموالية لطهران إن لم ترد أميركا بشكل فعال، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
استهداف السفن الإيرانية؟
من جهته، أشار آرون ديفيد ميلر، مفاوض السلام الأميركي السابق في الشرق الأوسط والذي يعمل حاليا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إلى وجود عدة طرق للرد، تشمل استهداف أفراد إيرانيين في سوريا أو العراق أو حتى الأصول البحرية الإيرانية في الخليج العربي.
وقال: “ما تحتاج الإدارة إلى القيام به في الوقت الحالي هو إرسال إشارة واضحة مفادها أن استمرار هذه الهجمات سيثير رد فعل أقوى بكثير من السابق”.
كما أوضح أنه يمكن الرد بقوة دون تجاوز الخط الأحمر، ألا وهو تنفيذ ضربات مباشرة على الأراضي الإيرانية.
في المقابل، دعا العديد من الجمهوريين خلال الساعات الماضية إلى ضرب أهداف داخل إيران.
وقال السيناتور توم كوتون (جمهوري من أركنساس)، وعضو لجان الخدمات المسلحة والاستخبارات بمجلس الشيوخ، إن الولايات المتحدة يجب أن ترد عبر “انتقام عسكري مدمر ضد القوات الإرهابية الإيرانية، سواء في إيران أو في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
نحو 160 هجوماً
ومنذ العدوان الاسرائيلي على غزة، تصاعد التوتر بشكل عام في المنطقة وعلى عدة جبهات، من العراق إلى سوريا فاليمن ولبنان، حيث تتواجد فصائل مسلحة موالية لإيران ومدعومة منها.
إذ تعرضت القواعد العسكرية التي تضم قوات أميركية في العراق وسوريا لنحو 158 هجوماً من قبل تلك الفصائل منذ 17 أكتوبر الماضي.
فيما هددت الفصائل، الأسبوع الماضي، ببدء مرحلة ثانية من الهجمات تتضمن تكثيف ضرباتها في البحر الأبيض المتوسط لمحاصرة موانئ إسرائيل.
في المقابل، نفذت القوات الأميركية أكثر من ضربة في البلدين على مقرات تلك المجموعات المسلحة، متوعدة بالمزيد إذا استمرت الهجمات.