بعد التصعيد الخطير الذي شهدته الحدود السورية الأردنية إثر الهجوم الذي طال قاعدة عسكرية أميركية أدى إلى مقتل 3 جنود وإصابة 34، تبرأت إيران من تلك الضربة.
فقد نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، تورط بلاده في كافة الهجمات التي استهدفت قواعد عسكرية أميركية، معتبرا أن الاتهامات التي تساق ضدها في هذا الشأن “غرضها سياسي وتهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة”.
كما أردف “سبق أن قلنا بوضوح إن جماعات المقاومة في هذه المنطقة ترد على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني”، وهي لا تؤتمر بأوامر إيران، وتُقرّر أفعالها بناءً على مبادئها الخاصة، وفق ما جاء في بيان للوزارة نقلته اليوم الاثنين وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).
من جهته، نفى متحدث باسم البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة، وجود أي صلة لبلاده بالهجوم على القوات الأميركية في قاعدة البرج 22 شمال شرقي الأردن.
“أميركا السبب”
وقال المتحدث الذي لم يكشف اسمه “لا صلة لإيران بأي شكل من الأشكال بالهجوم”، حسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
فيما اتهم الولايات المتحدة، بالتسبب، في تلك الهجمات بسبب ما وصفه بالاستفزاز ضد جماعات مسلحة في العراق وسوريا. واعتبر أن تلك العمليات تأتي في إطار الرد على تلك الاستفزازات.
ورغم هذا التبرؤ فإن الهجوم الأخير سيفاقم بلا شك التوتّرات في المنطقة ويغذّي المخاوف من توسّع نطاق الحرب التي تفجرت في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، إلى نزاع قد يشمل إيران في شكل مباشر.
لاسيما أنها المرة الأولى التي يُقتل فيها عسكريون أميركيون بنيران معادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، ما يضع الرئيس الأميركي جو بايدن في موقف محرج أمام سيناريوهات للرد، فيما يخوض سباقاً انتخابياً حساساً لولاية ثانية في البيت الأبيض.
ووصف الأردن الهجوم بـ “الإرهابي” وقال إنه استهدف موقعا متقدما على الحدود مع سوريا.
وكانت الحكومة الأردنية قالت -في وقت سابق أمس- إن الهجوم استهدف قاعدة التنف على الحدود مع سوريا، واتهمت “مليشيات إرهابية” بتنفيذه، موضحة أن الوجود الأميركي بالقرب من الحدود الأردنية يأتي في سياق اتفاقية التعاون بين البلدين.
وكانت “المقاومة الإسلامية في العراق” قالت إنها استهدفت أمس 4 قواعد أميركية، 3 منها في سوريا وهي الشدادي بمحافظة الحسكة، والركبان، والتنف في محافظة حمص، عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، أما القاعدة الرابعة فهي منشأة “زفولون” البحرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق بيان صادر عن هذا الفصيل العراقي.
ومنذ بداية الحرب في غزة، تصاعدت الهجمات على القوات الأميركية بالمنطقة، حيث قال البنتاغون إن قواته تعرضت في العراق وسوريا إلى 151 هجوما منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.