مئةَ يوم وزيادة وآلة الحرب الصهيونية تعيث دمارًا وقتلًا في غزة ، مئة يوم وَمَن أسميناهم عربًا ذات يوم وهم يعاقرون أنخاب الدم الغزي ليلًا ويبيعون البطولات نهارًا ، ويرقص الكثير من العرب على أشلاء غزة مُنتشين بمديح غربي هنا وثناء من زعيم صهيوني هناك .. .
مئة يوم ويزيد والاعراب يدعون الله أن يستيقظوا صباحًا وقد ابتلع البحر غزة بما فيها ليناموا ليلهم الطويل على فراش الذل والخنوع دون أن يُعكّر مزاجهم صراخ طفل من هنا أو صوت إمرأة من هناك !!
يا أُمّة إستحى الهوان من هوانها واستغشى الذل من ذلها ألمْ تكفكم المئة ؟ ألمْ يَبِن الحَمل الكاذب من الصادق لديكم ؟ لَمْ يطلب أهل غزة النصر منكم ولَمْ يستجدوكم المعونة لرجالهم ومقاوميهم ولكن سألوكم بعضًا من النصرة لمرضاهم وأطفالهم وجرحاهم ونساءهم!! سألوكم بعض العزة لأنفسكم ولكنكم أبيتم إلّا الذل والهوان وصدق فيكم قول القائل وَمَنْ يهُن يسهل الهوان عليه ! .
أمّا أنتم يا أهل غزة فقد كشفتم سوأتنا كلها وحتى الغراب لم نتعلم منه كيف نداري هذه السوءات!! لقد تركتمونا يا أهل غزة ونحن نستجدي نساءنا أن يلدن لنا مَن يشبهوكم أو حتى مَنْ يتشبهوا بكم !!
قاتلتم باللحم الحي وبالأيدي الجرداء وصنعتم التاريخ وسطّرتم بحروف من نور معاني البطولة والشجاعة والإيمان وحبّ الأوطان وكيف يكون هذا الحب وهذا الفداء !!
يا أهل غزة …
البطولة غزاوية والتضحية غزاوية والصبر غزّاوي والحب والحنين غزاوي ، أنتم الذين أخال ان الشاعر قد قصدكم بقوله لنا الصدر من دون العالمين أو القبرُ .
يا مجانين غزة بل يا ملائكتها بعضًا من رجولتكم .. بعضًا من صبركم .. بعضًا من إيمانكم لعلنا ذات يوم نحتاجها وقد يكون هذا اليوم ليس ببعيد !!
يا أهل غزة …
لا تنتظرونا فنحن مجرّد مجموعة من الخراف تنتظر دورها للذبح على مسلخ الصهيونية وتنتظر دورها فيما هو أكثر من ذلك !!!
لا تنتظروا الجيوش العربية ولا الزعماء العرب الذين يحملون كل أوسمة البطولة الصدئة !! فبطولاتنا في غرف النوم وغرف المواخير وعلى طاولات القمار !! بطولاتنا نسيناها او تناسيناها يوم أن حاصرناكم ويوم أن وقفنا نعدّ الشهداء وأيام القتال .. .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة