أكدت السفيرة السعودية لدى واشنطن، الخميس، أن السعودية غير قادرة على مواصلة المباحثات بشأن التوصل إلى اتفاق تاريخي يتضمن الاعتراف بإسرائيل قبل أن يتم وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود خلال ندوة ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس “أعتقد أن أهم شيء يجب إدراكه هو أن المملكة لم تضع التطبيع في قلب سياستها. لقد وضعت السلام والازدهار في قلب سياستها”.
وأضافت “المملكة كانت واضحة تماما. بينما هناك أعمال عنف على الأرض والقتل مستمر، لا يمكننا الحديث عن اليوم التالي”.
ولم تعترف السعودية بإسرائيل أو تنضم إلى اتفاقيات أبراهام لعام 2020 التي توسطت فيها الولايات المتحدة وشهدت إقامة جارتيها الخليجيتين البحرين والإمارات إضافة إلى المغرب علاقات رسمية مع إسرائيل.
وضغطت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بقوة على السعودية لاتخاذ الخطوة نفسها.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” في أيلول/ سبتمبر، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “كل يوم نقترب” من التوصل إلى اتفاق، رغم تشديده أيضا على أن القضية الفلسطينية “مهمة جدا” بالنسبة للرياض.
وتوقف هذا الزخم بعد عملية “طوفان الأقصى” وبدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبعد أسبوع، أبلغ مصدر مطلع على محادثات التطبيع وكالة فرانس برس أن السعودية أوقفت العملية مؤقتا.
“الرؤوس الباردة يجب أن تسود”
وفي وقت سابق هذا الأسبوع أيضا في منتدى دافوس، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن الرياض لا تزال “بالتأكيد” منفتحة على إمكان إقامة علاقات مستقبلية مع إسرائيل، لكنه شدّد على الحاجة إلى وقف إطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية.
وأضاف “لا نرى أي علامة حقيقية على اقتراب الهدف الاستراتيجي الذي تطالب به إسرائيل”.
وأسهبت الأميرة ريما في عرض الموقف السعودي الخميس قائلة إن “الرؤوس الباردة يجب أن تسود”، مضيفة “هناك صدمة وألم لدى الجانبين. لا يمكن العودة إلى الوراء لمنع ذلك. لكن ما يمكننا فعله هو وقف إطلاق النار الآن”.
وجاءت مشاركة الوفد السعودي في دافوس على وقع مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي، وتزايدت هذه المخاوف بعد الضربات عبر الحدود بين إيران وباكستان والقصف الأميركي والبريطاني الذي استهدف الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وأعربت الأميرة ريما الخميس عن شعورها “بقلق عميق” بشأن التصعيد الذي قد يعيد المنطقة “إلى العصر الحجري”.