قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إن “66 دولة أعلنت تأييدها للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، مقابل 8 دول فقط أعلنت عدم تأييدها الدعوى”.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره وزير الخارجية اليوناني يورجوس يرابيتريتيس، أشار الصفدي إلى أن “الأردن يعد مرافعات قانونية سيقدمها وفق آليات عمل المحكمة.. وهذه المرافعات لا تقدم الآن، فالمحكمة استمعت لجنوب إفريقيا وإسرائيل وستصدر قريبا حكمها فيما يتعلق بالإجراءات التنفيذية التي طلبتها جنوب إفريقيا، بعد ذلك تطلب المحكمة من الدول الأعضاء بتقديم مرافعاتها، وعندما تطلب ذلك سنقدم مرافعاتنا وسنعكس الموقف الأردني الثابت الواضح الذي كان منذ البدء سباقا في التحذير من خطورة جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة والتي قلنا أكثر من مرة إنها باتت في إطار التعريف القانوني للإبادة الجماعية”.
وأكمل “43 دولة عربية ومسلمة عضو في المحكمة، واعتقد أن ثمة رمزية لأن تقدم جنوب إفريقيا هذه الدعوى.. قرار القمة العربية الإسلامية الذي عكس اجتماع الدول العربية والإسلامية في القمة التي استضافتها المملكة العربية السعودية الشقيقة كان واضحا بتكليف الأمانتين العامتين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لإعداد المرافعات والملفات القانونية اللازمة للعمل مع المنظمات الدولية المعنية، وفي هذا السياق نحن نعمل بوضوح وضمن استراتيجية لكن هنالك آليات عمل للمحكمة ولا يستطيع أحد أن يتجاوزها وننتظر ما تقره المحكمة فيما يتعلق بالتدابير الإجرائية وبعد ذلك كيف ستقوم المحاكمة”.
وبين “نحن الآن على وشك تقديم المرافعة الشفهية لدى محكمة العدل الدولية في قضية أخرى ارتكزت إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بآثار الاحتلال الإسرائيلي، وقدمنا مرافعة مكتوبة، وسنقدم بعد أيام في الموعد الذي حددته المحكمة مرافعتنا الشفهية أيضا، والتي ستعكس مواقفنا الثابتة في إدانة الاحتلال السبب الرئيس لكل ما تشهده المنطقة من عنف وتوتر ورفض تكريس حال غير مقبولة لا قانونيا ولا إنسانيا ولا أخلاقيا، الأردن يقوم بدوره بشكل كامل ويعمل ضمن استراتيجية واضحة ومواقفه ثابته وآليات عمله تستهدف تحقيق الغاية المرجوة منها”.
“إسرائيل اتخذت موقفا شرسا وغير مقبول واستخدمت لغة غير مقبولة في رفض الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا”، وأعاد الصفدي “نؤكد مرة آخرى أن المحاكم الوطنية والدولية وجدت لتصدر قرارات نزيهة لتحقق العدالة، والطرف الذي يرفض الذهاب إلى المحكمة ويرى في الذهاب إليها جريمة كما قال مسؤولون إسرائيليون هو الطرف الذي يخشى مواجهة العدالة”.
وزاد “ننتظر ما تقره المحكمة وفي الأثناء مواقفنا واضحة وجهودنا مستمرة، الجهد الذي قاده جلالة الملك عبدالله الثاني منذ اليوم الأول لبدء العدوان، وقبل بدء العدوان في التحذير من خطورة استمرار الاحتلال الإسرائيلي، والخطوات الإسرائيلية التي تكرس الاحتلال وتقتل فرص السلام”.
وقال إن هذه الجهود مستمرة وواضحة ونعمل على عدة جبهات، والأردن كان وسيبقى الأقرب إلى فلسطين ويكرس كل إمكاناته من أجل دعم الشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مواجهة العدوان الحالي اعتقد بأننا مستمرون في عمل كل ما نستطيعه من اجل وقف العدوان، لكن مرة أخرى أؤكد بأن الأردن يقوم بدوره كاملا ويبذل جهودا لا تنقطع، لكن هذا تحد ليس مطلوبا من الأردن فقط أن يتعامل معه فهو يواجه المجحتمع الدولي برمته وليس منطقتنا فقط، وبالتالي نعمل مع المجتمع الدةولي ونوظف كل أدوات السياسة الأردنية من أجل حشد موقف دولي يوقف القتل والخراب والتدمير ويحمل إسرائيل مسؤولية ما ترتكبه من جرائم حرب في غزة.