عقد مصطفى وأفنان قرانهما محاطين بالأطفال والأقارب وسط الزغاريد في مدرسة تعج بالنازحين في رفح، تأكيدًا لإرادة الحياة رغم الحرب والدمار والموت في غزة.
ومنذ السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها برا وبحرا وجوا على قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 23700 شهيد، إضافة إلى أكثر من 60 ألف جريح، وآلاف المفقودين، في حصيلة غير نهائية.
ارتدت أفنان ثوبًا فلسطينيًا أبيض مطرزًا بالأحمر لمناسبة زواجها من مصطفى، الذي ارتدى سترة سوداء بلا أكمام وبنطال جينز.
وجرت مراسم الزفاف على نحو لم يخطر في بال العروسين في فصل دراسي تكدست فيه الملابس، في مدرسة تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقال أيمن شملخ، عم العريس، “طُلب منا أن نُخلي منازلنا” عندما طالت الضربات الأولى مدينة غزة. حدث ذلك قبل أن تبدأ قوات الاحتلال عدوانها البري في 27 تشرين الأول/ أكتوبر.
وأضاف “جئنا إلى رفح”، في جنوب القطاع على الحدود مع مصر هربا من قصف الجيش الإسرائيلي، على غرار عدد كبير من النازحين الذين قدرت الأمم المتحدة عددهم بنحو 1,9 مليون شخص من أصل سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وتابع “استقررنا في المدارس والخيام. دُمر المنزل الذي كان من المفترض أن يسكنه العروسان، ومع استمرار الحرب وجدنا أن من الأفضل لهما أن يتزوجا”.
واشار محمد جبريل، والد العروس، إلى أن “التجهيزات المعتادة لحفل الزفاف غير متوفرة” ولا يمكن إقامة عرس تقليدي لكن الملابس متوفرة وإن كانت “نادرة وباهظة الثمن”.
تمكنت أفنان من الحصول على بعض الملابس، بالإضافة إلى قليل من مستحضرات التجميل. وبدت زينتها متناقضة مع مشاهد الحرمان والجوع وبرك الماء التي خلفها المطر والمراحيض التي يضطر مئات الأشخاص لتقاسمها.
وتحت أنظار حشد تجمع في باحة المدرسة وممراتها، ركب الزوجان سيارة سوداء توجهت بهما إلى الخيمة التي سيقيمان فيها.
وقال والد العروس “نحن شعب يحب الحياة رغم الموت والقتل والدمار”.