لماذا نصنع من المشاهير وحفلاتهم حدثًا ضخما ؟

بقلم : علاء عواد

شهدت منصات التواصل مؤخراً وليس آخراً موجة غير مسبوقة من التفاعل حول حفل زفاف مايقال عنها مؤثرة على مواقع التواصل فيديوهات لايفات مباشرة وتعليقات ولقاءات وانتشار مبالغ فيه جعل من الحدث وكانّه المناسبة الوحيدة في الوطن العربي وكأن المجتمع لا يعيش سوى على خبر واحد .
هذه الضجة تطرح سؤالاً مهماً: لماذا نمنح بعض الشخصيات مهما كانت شهرتها حجماً يفوق أثرها الحقيقي؟
المفارقة أن هذه الشخصية مثل غيرها من صانعي المحتوى لا تقدم علمًا ولا أبحاثًا ولا إنجازًا طبيًا أو اقتصاديا ولا تضيف قيمة معرفية تغير وعي المجتمع ومع ذلك نجد آلاف الأشخاص يتابعون تفاصيل حياتها وكأنها شأن عام .
فهذه المشكلة ليست في ذات الشخص بل في الذوق الجمعي الذي يتجه تلقائيا نحو كل ماهو لامع حتى لو كان بلا مضمون .
فالإعلام الجديد للأسف عدسة تكبر ما لا يستحق التكبير ومنصات التواصل الاجتماعي اليوم تعمل كعدسة مكبرة تأخذ حدثا عاديا مثل زفاف أي شخص وتحوله إلى قضية فقط لأن الخوارزميات تفضل المحتوى الخفيف والسريع والجاذب للمشاهدات والناس تستهلك هذا المحتوى دون وعي فيرتفع ترندا ويكبر حجمه .
وفي المقابل تمر قصص علماء وأطباء ومبادرين ومخترعين وأشخاص حقيقيين يقدمون قيمة للمجتمع دون أن يحظوا بربع هذا الاهتمام

لماذا يحدث هذا ؟
لان المنصات تعطي مساحة أكبر لمن يثير الجدل ويعرض حياته الخاصة ويقدم محتوى ترفيهيا تافها سهل الهضم ويحرك العاطفة أو الفضول بينما المعرفة والإنجاز الحقيقي يحتاج تفكيراً والتفكير للأسف ليس ترندا
فما النتيجة إذن ؟

النتيجة أننا نصنع نجوما بلا سبب ونضع تحت الضوء من لا يضيف شيئا بينما نهمش أصحاب القيمة ونسمح لمحتوى فارغ أن يقود ذائقتنا وحديثنا اليومي .

ونصل لخلاصة مفادها أن المشكلة ليست بحفل الزفاف لهذه المؤثرة على حد تعبيرهم أو بحفل الوصول للمليون لهذا الآخر من المؤثرين المشكلة فينا نحن كيف نضخم اشخاصا لم يقدموا للمجتمع شيء ونجعل من حياتهم مادة عامة وكأنها تستحق كل هذا الانشغال .
ولعل أهم سؤال يجب أن نطرحه اليوم : متى نعيد الإعتبار للأشخاص الذين يصنعون الفرق الحقيقي؟
ومتى نتوقف عن إعطاء الفراغ أكبر من حجمه ؟

Read Previous

الإحصاءات العامة: 4.7 مليون طفل في الأردن يشكلون 40% من السكان

Read Next

اصمتي يا خنزيرة .. ترامب يهاجم صحفية بعد سؤال بشأن إبستين

Most Popular