
اخبار ع النار-حذرت أخصائية التوعية والإعلام الصحي الدكتورة الصيدلانية روان عبد السلام من ظاهرة الترويج العشوائي للأدوية والمكملات الغذائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض المؤثرين معتبرة أن هذا السلوك يشكل خطرا مباشرا على صحة المجتمع ويسيء إلى مهنة الصيدلة ودورها الحيوي في حماية المرضى وتقديم الاستشارة العلمية الدقيقة.
وبينت أن مهنة الصيدلة ليست عملا إعلانيا أو تجاريا، بل هي مزيج بين العلم والإنسانية، تقوم على معرفة علمية دقيقة، ومتابعة حثيثة لمأمونية الأدوية وتصنيعها وصرفها، مؤكدة أن الصيدلي هو خط الدفاع الأول عن المريض وحلقة الوصل بينه وبين الطبيب، والمسؤول المباشر عن الاستخدام الآمن والصحيح للدواء.
وأضافت عبد السلام أن الصيادلة في الأردن يشكلون ركيزة أساسية في المنظومة الصحية، فهم المزود الأقرب للرعاية الصحية للمريض، ويضطلعون بدور محوري في توجيهه وتوعيته، مشيرة إلى أن مهنة الصيدلة تتطلب مهنية عالية، التزاما بالقوانين والتشريعات، وحرصا على تقديم خدمة آمنة وعالية الجودة.
وأكدت أن جائحة كورونا أبرزت الدور الحقيقي للصيادلة في المجتمع، إذ كانوا في الخطوط الأمامية لتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية والمعقمات، وساهموا في التوعية الصحية ودحض الإشاعات المنتشرة، إلى جانب تخفيف الضغط عن الكوادر الطبية في الحالات البسيطة، وهو ما يعكس مكانتهم المهنية والإنسانية في آنٍ واحد.
وشددت عبد السلام على أن التعامل مع الدواء يجب أن يبقى ضمن الأطر المهنية المتخصصة، لأن أي ترويج عشوائي من غير أهل الاختصاص قد يؤدي إلى استخدامات خاطئة أو تفاعلات دوائية خطيرة، مؤكدة ضرورة أن تكون الاستشارة الدوائية حصرا لدى الصيدلي والطبيب المختص، لما يمتلكانه من علم وخبرة تؤهلهم لتقديم النصيحة الصحيحة والمسؤولة.
وأوضحت أن مهنة الصيدلة لا تقوم فقط على المعرفة، بل أيضًا على الجانب الإنساني والتواصل الفعال مع المريض، من خلال الإنصات له، وتخفيف قلقه، ومتابعة حالته، وبناء علاقة ثقة متبادلة قائمة على الاحترام والمسؤولية.
واعتبرت عبد السلام أن مهنية الصيدلة تتجسد في العلم والانضباط والالتزام بالقوانين، بينما إنسانيتها في العطاء والرعاية والرحمة، مؤكدة أن الحفاظ على مكانة الصيدلي يتطلب احترام اختصاصه ودوره، وعدم السماح بتحويل الدواء إلى مادة ترويجية على حساب وعي الناس وصحتهم.