الحرية المثقلة بالدموع

بقلم : علاء عواد

اليوم خرجت أصوات الأسرى من خلف القضبان إلى ضوء النهار …. خرجوا بعد عقود من الغياب ، بوجوه غيّرها الزمان واعين لم تعتد على الأفق المفتوح بعد .
اليوم فلسطين احتضنت أبناءها من جديد لكن الوطن نفسه تغير والأبناء كبروا والقلوب تكسرت على حافة اللقاء .

أسير خرج وهو يُنقل مباشرة إلى سيارة الإسعاف جسده منهك من السجن من القهر من العذاب والعتمة أكلت من عمره ما لا يُرد.
آخر وبعد ٢٤ عامًا من الاعتقال وقف مرتبكا أمام خمسة من أبناء لا يعرف ملامحهم يحاول أن يربط بين الوجوه والذكريات بين زمن توقف خلف الجدران وزمن اندفع في الخارج بلا رحمة وقال بصوت متهدج :

” احاول التعرف على أبنائي … أنا لا اعرفهم”

٢٣ عامًا ، ٢٢ عامًا،٣٣ عامًا ، مؤبدات تحطمت اليوم على بوابة الصفقة لكنها تركت في القلب أثراً لا يُمحى.
سنوات سرقها الاحتلال من أعمار رجال لم يُكسروا رغم القيود رجال حفظوا وجوه امهاتهم في ذاكرتهم كآية مقدسة وانتظروا لحظة الفجر حين يُفتح الباب ويقال لهم : أنت حرّ.

اليوم لم يكن مجرد يوم إفراج بل يوم عودة الروح إلى الجسد الفلسطيني صفقة جديدة أعادت شيئًا من العدالة المسلوبة وأيقظت ذاكرة الوطن بأنّ الأسرى هم نبضه الحقيقي وأن الحرية لا تأتي إلا بثمن عظيم .
هؤلاء الأسرى ليسوا ارقامًا في الصفقة بل حكايات لرجال صنعوا مجد الصبر وكتبوا على جدران الزنازين أن الشمس ستدخل ولو بعد ثلاثين عامًا من الغياب .
خرجوا محملين بوجع السنين لكن رؤوسهم مرفوعة كمن انتصر رغم كل شيء.

فسواء كنت مع المقاومة أو ضدها ….. يكفي أن تعلم أن هؤلاء وبعد عشرات السنين وبعد أحكام بالمؤبدات خرجوا بفضل الله ثم المقاومة .

خرجوا ليروا الشمس بعد أن نسوا لونها تنفسوا الهواء بعد أعوام من العتمة ، رأو أبناءهم وأمهاتهم للمرة الأولى منذ عقود .
الليلة سينام كثير منهم في بيوتهم بعد أحكام مؤبدك كان يُظن انها لا تنكسر لكنها انكسرت.
والحرية …. كانت ولا تزال ، أجمل انتصار يُكتب بدمع وفخر واسم فلسطين

Read Previous

وزير التعليم العالي السوري يبحث في عمان تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي مع الأردن

Read Next

نتنياهو: بدأ وقت السلام.. وترامب أفضل صديق حظيت به إسرائيل

Most Popular