
بقلم علاء عواد
في ذلك اليوم رفع الفلسطيني رأسه وأعاد القول بأنه لن يقبل أن يُسلب حقه بالصمت ، المقاومة لم تؤجّر الدم ولم تدفع للعنف بل استيقظت على قسوة الاحتلال المتجذر .
من يقول إن الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر هي المسبب لحرب غزة اليوم هو من يختزل تاريخ احتلال دام عقوداً إلى يوم واحد .
من يبرر الحرب بعملية مفترضة ، هو من يخفي أن الاحتلال مستمر في الضفة منذ عشرات السنين بالتهجير وبناء المستوطنات وإقامة الحواجز ومنع البناء والحصول الاقتصادي والهدم والاعتقالات اليومية .
غزة لم تدمر في بضعة ايام ؛ لقد دُمرت على مراحل طويلة : من تدمير البنية التحتية وفشل بإدخال المواد اللازمة للحياة نفسها وإغلاق المعابر ومنع وصول الوقود واستهداف المستشفيات والمدارس والتسبب بالنزوح الجماعي القسري لما يناهز مليوني إنسان والحصار المطبق منذ سنوات .
فالجرائم التي ارتكبت منذ تشرين الأول ٢٠٢٣ والإدانة الدولية لبعض قادتها لا تعد رد فعل على العملية فقط بل إنما فضح لوجه الاحتلال الحقيقي : من عمليات القتل المدني إلى حرمان الأمان البدائي إلى استهداف المدنيين كوسيلة حرب .
وإن كانت المقاومة قد أخطأت في بعض الأطر كما في كل نزاع فإن الخطأ الأكبر هو ما ارتكبه المحتل على مدار سنوات بحق شعب بلا قوة شعب يطالب بالحرية والعدالة .
دعونا لا نقبل أن يحول الضحية إلى جاني ولا أن يختزل صراعنا الطويل في لحظة تستعمل كذريعة دعونا نعيد الخطاب إلى جذوره : الحق لنا أن نحيا بلا احتلال أن نحرر الأرض ونكون نحن أصحاب القرار لا من يهيمن علينا بقوة السلاح
فمن يظن أن السابع من أكتوبر هو بداية الحكاية لا يعرف أن الحكاية قد بدأت يوم اغتصبت الأرض وصمت العالم .
من يلوم المقاومة فليتذكر أن الاحتلال لا يحاور وأن القيد لا يكسر إلا بالمقاومة .
لقد كانت غزة وماتزال صوت كل حر في وجه الطغيان وصرخة شعب قرر أن يعيش بكرامة أو يموت واقفاً .
لا أحد يملك أن يحاكم حقًا ولد من رحم الألم ولا أن يجرد شعبًا من شرف الدفاع عن وجوده.