علقت شركة كوسكو للشحن البحري، المملوكة للحكومة الصينية، رحلاتها إلى الموانئ الإسرائيلية، بسبب هجمات جماعة الحوثي على السفن المرتبطة بإسرائيل جنوبي البحر الأحمر، وذلك بحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، بينها صحيفة يديعوت أحرونوت، وموقع “غلوبس” المختص بالاقتصاد الإسرائيلي، الأحد، 7 يناير/كانون الثاني 2024، نقلاً عن مصادر ملاحية إسرائيلية.
وذكر غلوبس، أن “كوسكو” وهي رابع أكبر خط ملاحي للحاويات في العالم، وتساهم بحوالي 11% من التجارة العالمية، قررت تعليق رحلاتها إلى إسرائيل. وقال الموقع إن الشركة الصينية ليست “مهددة كثيراً في البحر الأحمر لمجرد أنها صينية.. وبسبب علاقات الصين مع إيران، راعية الحوثيين في اليمن”.
وإلى جانب التأثير على التجارة بين الشرق الأقصى وإسرائيل، فإن قرار شركة كوسكو مهم، لأنه يتعاون مع خط الشحن الإسرائيلي ZIM، الذي سيتعين عليه تشغيل المزيد من السفن على طرق الشرق الأقصى، بحسب الموقع.
أما التأثير المباشر الثاني، فسيكون على ميناء حيفا، الذي تديره شركة صينية أخرى مملوكة للدولة، وهي SIPG، إذ يعتمد الميناء على العديد من سفن “كوسكو” التي تزوره.
وامتنعت مكاتب “كوسكو” في إسرائيل عن التعليق. وقال مسؤولو موانئ في إسرائيل إنهم يتحققون من التقرير. في الوقت نفسه، فقد قالت صحيفة عبرية إن شركة الشحن البحري الصينية (كوسكو) تتوقف عن العمل في إسرائيل، على خلفية تهديدات الحوثيين جنوبي البحر الأحمر.
مشاكل أمام الملاحة في البحر الأحمر
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من إعلان شركة “ميرسك” الدنماركية للشحن، تحويل عبور سفنها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح، على خلفية تصاعد “المخاطر الأمنية”.
وقالت الشركة العالمية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن “الوضع في البحر الأحمر يتطور باستمرار، ويظل متقلباً للغاية، وجميع المعلومات الاستخبارية المتاحة تؤكد أن المخاطر الأمنية لا تزال عند مستوى مرتفع بشكل ملحوظ”.
وأضافت: “لذلك قررنا أن جميع سفن ميرسك، المقرر أن تعبر البحر الأحمر/خليج عدن، سيتم تحويلها جنوباً حول رأس الرجاء الصالح في المستقبل المنظور”.
وتابعت الشركة العملاقة مخاطبة عملائها: “نتفهم التأثير المحتمل لذلك على العمليات اللوجستية الخاصة بكم، ولكن يرجى التأكد من أن جميع القرارات قد تم النظر فيها بعناية وإعطاء الأولوية في نهاية المطاف لسلامة سفننا والبحارة والبضائع الخاصة بكم”.
كذلك، فقد سبق أن أعلنت الشركة ذاتها تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر لمدة 48 ساعة، بعد تعرّض إحداها لهجوم نفذه الحوثيون، الذين قالوا إنها كانت متجهة إلى إسرائيل، قبل أن تقرر الشركة اليوم تحويل سفنها إلى رأس الرجاء الصالح.
وتضامناً مع قطاع غزة، الذي يتعرّض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، تشكيل قوة عمل بحرية باسم “حارس الازدهار” تضم 10 دول، بينها دولة عربية واحدة هي البحرين، بهدف مواجهة الهجمات في البحر الأحمر.
وتستحوذ التجارة البحرية على 70% من واردات إسرائيل، ويمر 98% من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط. وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6% في اقتصاد إسرائيل، بحسب وزارة المالية.
نتيجة لما تقوم به جماعة الحوثي في البحر الأحمر، فقد قفزت أجور الشحن البحري بين آسيا وأوروبا والأمريكتين، بنسبة وصلت إلى 173% منذ نوفمبر/تشرين ثاني 2023 بسبب أزمة البحر الأحمر القائمة.
جاء ذلك في تقرير صادر الأحد، عن شركة “Freightos.com” متعددة الجنسيات والمختصة في عمليات الشحن ورصد البيانات المتعلقة بصناعة النقل البحري.
وذكرت الشركة أن أسعار شحن الحاويات على المدى القصير، بين آسيا وأوروبا والولايات المتحدة زادت بنسبة 173%، بفعل انخفاض الطاقة الاستيعابية، وذلك على أثر التهديدات المستمرة لسفن الشحن في البحر الأحمر.
وبلغ السعر الفوري لشحن البضائع في حاوية 40 قدماً من آسيا إلى شمال أوروبا يتجاوز الآن 4 آلاف دولار، صعوداً من متوسط 1900 دولار سابقاً، بحسب الشركة.
وزادت: “وبين أسواق آسيا وساحل الشرق الأمريكي، ارتفعت الأسعار بنسبة 55% تقريباً، إلى 3900 دولار للحاوية التي يبلغ طولها 40 قدماً”.
وتستحوذ التجارة البحرية على 70% من واردات إسرائيل، ويمر 98% من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط. وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6% في اقتصاد إسرائيل، بحسب وزارة المالية.
وعلقت أكبر شركتين للنقل البحري في العالم، وهما “MSC” و”ميرسك” رحلاتهما التجارية عبر البحر الأحمر منذ منتصف ديسمبر/كانون أول 2023، واستبدلتا الطريق بـ”رأس الرجاء الصالح” جنوبي دولة جنوب أفريقيا.