
في مساء يوم الثلاثاء 19 آذار 1968 وَصَلَ قيادة الجيش الأردني تقريرًا بالغ الأهمية مِنْ مدير الاستخبارات العسكرية غازي عربيات يقول فيهِ ” الهجوم الاسرائيلي سيكون صباح يوم الخميس 21 آذار ” وَعَلى إثرِ ذلك التقرير قام قائد الفرقة اللواء مشهور حديثه الجازي وبرفقتهِ الشريف ( الأمير لاحقًا) زيد بن شاكر بصفتهِ قائدًا للواء 60 بزيارة إلى خطوط التماس مَعَ الاسرائيليين وَقَد تأكد لهم أنّ الحرب واقعة لا محالة .. .
الساعة الخامسة مِنْ صباح يوم الخميس 21 الشهر صَدقَ ما أورده مدير الاستخبارات العسكرية وبدأ الهجوم الاسرائيلي .. تحرك الشريف زيد وبرفقتهِ عيد الروضان الى مقر القيادة وكان بانتظارهم مشهور حديثه حيثُ بدأت قيادة المعركة مِنْ هُناك .. كانت القوات الاسرائيلية تحاول العبور إلى الضفة الشرقية عَنْ طريق ثلاثة محاور : طريق القدس – عمان الرئيسية وطريق القدس- عمان عَنْ طريق الشونة الجنوبية وطريق نابلس- عمّان عَنْ طريق داميا .. إستطاعت بعض القوات المهاجمة الدخول عَنْ طريق جسر الملك حسين وعَن طريق جسر الأمير محمد وهناك قوةً صغيرة من الاسرائيليين ولغايات التمويه تحاول الدخول مِنْ منطقة غور الصافي .. وفي مُذكراتهِ يقول الشريف زيد أنّ هناك دوراً محدودًا كان للفدائيين بسبب طبيعة تسليحهم البسيط .. .
إستمرت المعركة مِنْ الخامسة صباحًا حتّى الساعة الحادية عشرة ظهرًا حيث تدخلت الأمم المتحدة في طلبِ وَقف إطلاق النار إلاّ أنّ المغفور جلالة الملك الحسين رفض ذلك بشكلٍ قاطع طالما بَقيَ جنديًا اسرائيلياً واحدًا على تراب الأردن وذاك ما كان .
هَذهِ كَرامة الأردن التي يُحاول الكثيرين مُنازعتنا فيها .. وهذا هُوَ الجيش العربي الأردني ألذي كَسَرَ اسطورة الجيش الذي لا يُقهر .. في هذهِ المعركة أصيبَ فاضل علي فهيد وتمت معالجته في المستشفى العسكري في ماركا وكان الطبيب العسكري المُشرف على علاجه داوود حنانيا .. كانَ علاج الجرحى والمصابين مِنْ الجيش الأردني يَتم للجميع على قَدم المساواة لا فرق بين ضابط وجندي .. هذهِ كانت تعليمات الحسين عندما زارهم في المستشفى العسكري .. .
هذا هُوَ الجيش الأردني ضباطًا وأفرادًا وَلكن يبقى القائد وماذا نقول عَنهُ وَهوَ يخاطب جيشهِ ” أنْ أخرجوا إليهم مِنْ الاودية والجبال .. قاتلوهم بأظافركم وأيديكم العارية إنْ نَفَذَ عِتادكم .. كَيفَ وَهوَ يزورهم في خنادقهم مُتمنطِقاً مُسَدّسهِ .. مُرتدياً بذلة الفوتيك .. ويُجالسهم بَعدَ سويعات مِنْ انتهاء المعركة يتناولون شاي العسكر ( الذي يمتاز بالسُكّر الزائد ) وبسكويت الجيش ( ج . ع ) .. هذهِ كرامتنا وهولاء شُهدائنا وهولاء ملوكنا .. فسلام عليهم وسلام على الوطن الذي عشقناه .. وَكُلّ كرامة وتراب الاردن وجيش الأردن وَملك الأردن بألف ألف خير .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة