
أخبار ع النار- قدّمت الأخصائية النفسية والمعالجة بالفنون، مرح المناصير، جلسات علاجية للطفل محمد الحميدي، الذي تعرّض لحادثة حرق أثّرت عليه نفسيًا وجسديًا. وأكدت المناصير أهمية الدعم النفسي لمحمد وعائلته، مشيرةً إلى أن الطفل يعاني من صدمة نفسية عميقة إلى جانب الإصابات الجسدية، مما يجعل التدخل العلاجي ضرورة ملحّة لتجاوز هذه المحنة ومنع انعكاساتها السلبية على مستقبله.
وأوضحت المناصير أنها وضعت خطة علاجية شاملة تهدف إلى معالجة الصدمة النفسية التي تعرض لها محمد، والتخفيف من آثارها بعيدة المدى، مع إشراك الأهل، لا سيما والدته، في هذه العملية العلاجية.
كجزء من هذه الخطة، استعانت المناصير بأسلوب العلاج بالفنون، نظرًا لخبرتها في هذا المجال، مؤكدةً أن الفنون بأنواعها المختلفة—من رسم ونحت وموسيقى ورقص ودراما—تشكل وسيلة فعالة لدعم الأطفال الذين يمرّون بتجارب صادمة. فالعلاج بالفن ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل يُعدّ ترياقًا لآلام الروح، يساعد الطفل في التعبير عن مشاعره بطريقة غير مباشرة، دون الحاجة إلى مواجهة الحدث بالكلام، وهو ما قد يكون صعبًا أو مؤلمًا له.
وأضافت المناصير أن الأطفال لا يعتمدون فقط على اللغة في التواصل، بل يتفاعلون مع الفنون لنقل أفكارهم والتعبير عن مشاعرهم، وهو ما يساعدهم على تخطي الصعوبات النفسية. وتعتمد فعالية العلاج على عوامل عديدة، منها بيئة الطفل، وعلاقته بأسرته، والطريقة التي عاش بها الحدث وترسّخت في ذاكرته.
وأشارت إلى أن العلاج بالفن يُعتبر وسيلة غير صدامية لمواجهة المشاعر المرتبطة بالصدمة، حيث قد يجد الطفل صعوبة في الحديث عمّا حدث له، لكنه يستطيع التعبير عنه من خلال الألوان والرسومات، مما يساعده على رؤية مأساته والتعامل معها بطريقة أكثر راحة وأمانًا.