رئيس المجلس القضائي يكرم القاضي ياسين العبداللات

في خطوة تعبّر عن التقدير لمسيرة طويلة من العطاء القضائي، قام رئيس المجلس القضائي بتكريم القاضي ياسين العبداللات، أحد أبرز أعمدة القضاء الأردني، اعترافًا بجهوده الحثيثة في ترسيخ مبادئ العدالة والنزاهة. هذا التكريم لم يكن مجرد تقليد شكلي، بل جاء ليؤكد أن التفاني في خدمة القانون والوطن لا يُنسى، وأن بصمات القاضي العبداللات ستظل شاهدة على مسيرة حافلة بالإنجازات.

رحلة طويلة في خدمة العدالة

منذ تخرجه في كلية الحقوق بجامعة دمشق عام 1980، بدأ القاضي ياسين العبداللات مسيرته المهنية بتفانٍ وإخلاص، متنقلًا بين أهم المواقع القضائية في المملكة. فقد عُيّن قاضيًا في محكمة الجنايات الكبرى عام 1997، ثم انتقل إلى محكمة استئناف عمان عام 2001، ليشغل لاحقًا منصب نائب عام محكمة الجنايات الكبرى عام 2004.

واصل مسيرته بتولي منصب مفتش عام المحاكم في وزارة العدل عام 2006، قبل أن يصبح قاضيًا في محكمة التمييز عام 2010. وفي عام 2011، شغل منصب قاضي محكمة العدل العليا، ليعود بعدها إلى محكمة التمييز عام 2013، حيث أصبح نائبًا لرئيسها عام 2015. كما تولى رئاسة الهيئة الجزائية في قضايا أمن الدولة، ورئاسة الهيئة القضائية لمكافحة الفساد عام 2022، وهي مواقع تتطلب حكمة وشجاعة، وهو ما كان حاضرًا في كل قرار أصدره.

إسهامات قانونية وتشريعية بارزة

لم يكن دور القاضي العبداللات يقتصر على الفصل في القضايا، بل امتد ليشمل تطوير المنظومة القضائية، حيث ترأس لجان تعديل القوانين وساهم في تحديث التشريعات بما يواكب التطورات القانونية الحديثة. كما كان عضوًا فاعلًا في لجنة الجرائم الاقتصادية، ما يعكس خبرته العميقة في التعامل مع القضايا ذات البعد الوطني والاقتصادي.

إلى جانب ذلك، كان له دور كبير في تدريب القضاة الأردنيين والقضاة العسكريين من الدول العربية الشقيقة، حيث حرص على نقل خبرته الواسعة للأجيال الجديدة من خلال المعهد القضائي الأردني، إيمانًا منه بأن بناء قضاء قوي يبدأ بإعداد جيل جديد من القضاة الأكفاء.

تكريم ملكي لمسيرة حافلة

نظرًا لعطائه المتميز، حصل القاضي ياسين العبداللات على الدكتوراه الفخرية في القيادة الإنسانية عام 2015. كما حظي بتكريم ملكي رفيع، حيث منحه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم “ميدالية اليوبيل الفضي” عام 2024، تكريمًا لجهوده في إرساء مبادئ العدل وتعزيز سيادة القانون.

رمز للاستقلالية والنزاهة

من عرف القاضي العبداللات عن قرب، يشهد له بأنه لم يكن مجرد قاضٍ يؤدي واجبه، بل كان نموذجًا للعدالة الحقيقية والاستقلالية المطلقة. لم يتهاون يومًا في الدفاع عن نزاهة القضاء، وكان دائمًا مناصرًا لإحقاق الحق بكل حزم وشجاعة.

بفضل خبرته العريقة ومواقفه الحازمة، أصبح رمزًا للعدالة في الأردن، واسمه سيبقى حاضرًا في ذاكرة القضاء كنموذج يُحتذى للأجيال القادمة. فمع كل حكم أصدره، وكل قضية تناولها، كان يسعى لترسيخ مبدأ أن القضاء هو الحصن المنيع لحماية الحقوق وضمان سيادة القانون.

ختامًا
تكريم القاضي ياسين العبداللات ليس مجرد لحظة احتفاء بمسيرة قضائية، بل هو اعتراف بمكانة رجل قدّم حياته لخدمة العدالة. واليوم، وبعد عقود من التفاني، يظل اسمه محفورًا في سجل القضاء الأردني كواحد من رموزه البارزين، ورمزًا للنزاهة والشجاعة في خدمة الوطن.

إقرأ الخبر السابق

الملك: نقف إلى جانب سوريا في الحفاظ على أمنها ووحدة أراضيها

اقرأ الخبر التالي

الصفدي: توافق على نبذ أي محاولات لزعزعة الأمن في سوريا

الأكثر شهرة