اخبار ع النار-يبدو أن المغاربة لم يستسيغوا تصريحا أدلى به وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي أحمد البوراي تحت قبة البرلمان، قبل يومين، حول تأثر الأسماك بظاهرة الجفاف.
فقد أشعلت عبارة “الأسماك تتأثر كذلك بعامل الجفاف” موجة واسعة من السخرية على مواقع التواصل.
ففور انتشار مقطع فيديو للوزير يرد على سؤال حول معاناة المغاربة بسبب ارتفاع أسعار عدد من المواد الغذائية من بينها اللحوم والأسماك، مرجعا ذلك إلى تأثر الأخيرة بالجفاف، حتى تدفقت آلاف التعليقات الساخرة والمنتقدة لما وصفوها بالتبريرات.
“السمك يهرب”
وقال الوزير خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب يوم الاثنين الماضي إن السمك يهرب بسبب الجفاف، وإن الأمطار مفيدة له”.
جاء هذا الرد تفاعلا مع سؤال البرلمانية ريم شباط، التي انتقدت تبريرات الحكومة لغلاء الأسعار، متسائلة إن كانت أسباب هذه الارتفاعات تعود إلى الجفاف والتضخم، مستغربة إن كانت الأسماك في البحر بدورها تتأثر بالجفاف” قبل أن تطالب الحكومة باحترام ذكاء المغاربة.
وسرعان ما فجرت هذه الإجابة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سخر النشطاء منها معتبرين أن “أسعار العلف هي سبب ارتفاع أسعار الأسماك”، فيما قال آخرون إن “الأسماك تهرب لكن نحو التصدير”.
تأثير غير مباشر
في المقابل أوضح أحد المصادرأن الأسماك تتأثر بشكل غير مباشر بسبب التغيرات المناخية، إذ ينعكس ذلك على وفرة الغذاء، بسبب تغير درجات حرارة المحيطات ونمط التيارات البحرية والتي تؤثر على توفر “الكريل” وهو نوع من القشريات يعد من بين الأغذية الأساسية للعديد من أنواع الحيتان.
كما أضاف أن الأسماك الصغيرة كذلك تتأثر بسبب تغير البيئة البحرية الناتج عن تغير المناخ، حيث يتسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى تبييض الشعاب المرجانية وتدهورها، ما يؤثر على التنوع البيولوجي البحري بشكل عام.
فيما شدد أحد المزارعين على أن هناك علاقة بين جفاف البر، وقلة الأسماك في البحر، موضحا أن تساقط الأمطار في البحر يخلق بيئة ملائمة لتكاثر الطحالب والنباتات البحرية، مثل ما يحدث لمياه الأمطار العذبة عند امتزاجها مع مياه البحر المالحة، حيث توجد بيئة متميزة لتكاثر الأسماك وتزاوجها، فتصعد الأسماك إلى أعلى البحر لتلتقط قطرات المطر، كما أن الرياح التي تنتج جراء التيارات المطرية القوية تحرك قاع البحر وتوفر أغذية متنوعة للأسماك.
كذلك، أكد مصدر كلام الوزير، مشددا على أن السمك يتأثر بسقوط الأمطار التي تقوم بما يعرف بـ “تعكير مياه الأنهار التي تصب في البحار، جالبة معها المياه العذبة والرواسب المغذية التي تتغذى عليها الأسماك الصغيرة، والأسماك الكبيرة تتغذى على هذه الأخيرة.
وتابع قائلا: “مع حدوث الجفاف وندرة الأمطار لا تجد الأسماك الصغيرة ما تتغذى عليه، والتالي يؤدي ذلك إلى اختفاء الأسماك الأخرى التي تهاجر للبحث عن مواقع صيد جديدة”.