حلم النشامى بنهائيات كاس العالم في خطر والخوف الكابوس

رندا البياري

يتعاظم الحلم الاردني يوماً ويتراجع في أيام أخرى بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، ففي السابق وصل منتخبنا بإدارة العراقي عدنان حمد إلى الملحق الآسيوي ثم بقيادة المصري حسام حسن إلى الملحق العالمي، ولم يتأهل بسبب مواجهته منتخب الأوروغواي القوي، ورغم ذلك فإن ما وصل إليه المنتخب في ذلك الوقت كان كفيلاً بتواجدنا في النهائيات لو كان النظام الحالي متبع بتأهل ثمانية منتخبات ونصف عن قارة اسيا إلى النهائيات مطبق، وحتى عند تطبيق النظام الجديد في ظل ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى “48” منتخب يجد منتخب النشامى صعوبة كبيرة بالتأهل المباشر حيث يتأهل “6” منتخبات عن المجموعات الثلاث، والسبب في ذلك عدم وضوح الرؤيا في اتحاد اللعبة.

ولتوضيح الأمور ففي البداية تولى المغربي حسين عموته تدريب المنتخب وقاده صوب وصافة منتخبات القارة في البطولة الآسيوية، لكن بعد البطولة غادر بعد أن اخترع قصة كألف ليلة وليلة، وشاركه الاتحاد في تزويق القصة الخيالية ليغادر صوب الجزيرة الاماراتي محققاً معه فشل كبير يوازي قصته الخرافية، ومرت القضية دون اي متابعة من أي ذراع من أذرع الرياضة الأردنية، وتم الاستعاضة عنه بالمغربي جمال السلامي وللحق فإن مستواه التدريبي لا يصل لمستوى عديد المدربين في الأردن، لكنه كان خيار الاتحاد ولأسباب لا يعرفها أحد.

وحين تم توزيع المجموعات الثلاث المؤهلة لنهائيات كاس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، كان واضحاً ان منتخبنا صاحب الأفضلية للتأهل المباشر مع المنتخب الكوري ووسط صراع من المنتخب العراقي، وبالتالي فقد توقع الجميع أن يحصل منتخبنا على نقاط مبارياته مع الكويت وفلسطين وعُمان كاملة، وللأسف من أول غزوات المنتخب في التصفيات خسر نقطتين أمام الكويت في عمان وأعاد السيناريو في الكويت ليفقد النشامى اربع نقاط كان يجب أن يكونا في رصيده كما تعادل مع منتخب العراق، وحين قابل منتخب كوريا الجنوبية في العاصمة الاردنية عمان خسر اللقاء وأضاع ثلاث نقاط، رغم أن منتخبنا فاز على كوريا في بطولة آسيا في قطر قبل أسابيع، وحقق النشامى فوزين على فلسطين في ماليزيا وسلطنة عُمان في استاد عمان الدولي، ليجمع المنتخب “9” نقاط من أصل “18” نقطة.

وينتظر النشامى مباريات ليست بالسهلة حيث سيقابل فلسطين في عمان ثم منتخب كوريا على أرض الأخير، ويتبعه لقاء مع منتخب عُمان في سلطنة عمان وتنتهي مباريات النشامى بلقاء العراق في عمان، وصعوبة المباريات بان منتخب سلطنة عمان لن يكون ذاته الذي خسر “0-4” في الأردن بعد ان حصل المركز الثاني في بطولة الخليج، وتجاوز فيها منتخبات السعودية وقطر وتعادل مع الكويت والامارات، وهذا يعني ان طموح المنتخب في المباريات القادمة سيكون كبيراً ويحلم بتجاوز المركز الثالث والرابع المؤهلين لدور المجموعات الجديدة، وهذا يعني ان جميع مباريات الأردن ستكون صعبة وشاقة مع منتخبات تخوض مباريات قوية ببطولات رسمية وودية.

المعضلة التي تواجه المنتخب الأردني تتمثل بعدم وجود بطولات قبل الجولتين الأخيرتين في التصفيات تجعل الجهاز الفني والإعلام قادرين على معرفة المستوى الحقيقي للمنتخب، فيما شكلت بطولة الخليج دفعة قوية للمنتخبات المشاركة، يضاف إلى ذلك ضعف مستوى البطولات المحلية والتي لا توفر تنافس حقيقي للاعبين في ظل سيطرة الحسين اربد بفضل وجود نجوم المنتخب مع الفريق، وبالتالي فإن التنافس مع الوحدات شكلي حيث اللقب شبه محسوم على عكس البطولات في كوريا الجنوبية والعراق، والأمر الآخر ان البديل في منتخب النشامى ليس بمستوى اللاعب الأساسي وهو ما حدا بجمال السلامي لعمل معسكر تدريبي للاعبين المحليين على أمل رفع مستواهم الفني.

وستزداد الصعوبة على المنتخب الأردني في حال لم يتأهل بشكل مباشر للنهائيات حيث سيذهب للتنافس على مقعدين مع “6” منتخبات يتم تقسيمها إلى مجموعتين يتأهل أول كل مجموعة، ولن تكون المواجهات سهلة حيث سيواجه منتخبين في مجموعته من منتخبات السعودية وقطر والامارات والبحرين ، وهذه المنتخبات قوية في المرحلة الحالية وقادرة على التنافس على بطاقتي التأهل، وستصبح المهمة شبه مستحيلة في حال الوصول للملحق الآسيوي كثاني مجموعته وستصبح مستحيلة في حال الوصول للملحق العالمي، لذا على منتخب النشامى ان يحسم أمر التأهل في المرحلية الحالية ولا يزداد الأمر تعقيداً وصعوبة قد تصل للخروج ومتابعة البطولة عبر الشاشات.

فالمنتخب يعاني من عدة أشياء في الوقت الحالي وتتمثل بالفرح المبالغ فيه عند القرعة والتي ظهرت على أعضاء مجلس إدارة الاتحاد والعاملين في الاتحاد، وهو ما سرب عامل نفسي للاعبين بأننا حاليا في الولايات المتحدة وما يجري من مباريات هو احتفال بالوصول، والأمر الآخر صمت الإعلام وتعامله مع المنتخب على أنه متأهل لا محالة ليقوم بالتغطية على الأخطاء التي حصلت منذ مسرحية عموته وحتى التعادل مع الكويت، فيما الجهاز التنفيذي اصبح يتعامل مع الجميع على أنه فوق النقد فيما لا زال الإعلام في الاتحاد يتدهور من سيء إلى اسوء، ليتحول لمجرد رداء لمجلس الإدارة والعاملين في الاتحاد ويقوم بتوزيع بطاقات الحضور للمباريات وهذا دور ضعيف في آداء الرسالة الحقيقية.

عموماً المرحلة صعبة وليست سهلة وتحتاج إلى أشخاص قادرين على إحداث الفرق في العمل الإداري والفني، للعمل على نقل الاتحاد من قلعة مغلقة لا تستقبل أفكار وآراء الآخرين إلى مكاتب مفتوحة كما كانت في عهد فادي زريقات وخليل السالم، والاتحاد في هذه المرحلة بحاجة لهذه الأفكار لا سيما أن خبراء اللعبة في شتى المجالات مستبعدون نهائياً، ولا يمكنهم الوصول حتى للإعلام الذي يركز على مجموعة الأصوات المغردة بما يشتهي أقوياء الاتحاد، ولم يتنبه هؤلاء إلى حجم الأخطاء المتتالية وصعوبة مهمة المنتخب وهو ما يعني أننا بحاجة لتغيير الوجوه في الاتحاد، والخوف أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.

إقرأ الخبر السابق

قطر تسير الطائرة 11 إلى دمشق ضمن الجسر الجوي

اقرأ الخبر التالي

القبض على قاتل شخص من جنسية عربية في الكرك

الأكثر شهرة