اخبار ع النار-أثارت قناة «الجديد» جدلاً واسعاً بعد عرضها الحلقة الأولى من برنامج «ميني مافيا» الذي تقدّمه الإعلامية كارين سلامة، حيث ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات اللاذعة التي طالته لجهة استغلال الأطفال في برامج سياسية وما لهذه المشاركة من أثر نفسي واجتماعي على الأطفال، ووصل الأمر بالبعض إلى حد المطالبة بوقف البرنامج فوراً بعدما حصل سجال بين طفلين أحدهما من «حزب الله» والآخر من «القوات اللبنانية» يتحدثان بلغة سياسية وطائفية، ويقول الطفل الموالي لـ«حزب الله» إنه أجرى دورة تدريبية تحت عنوان «مقاتل صغير» وبأنه تدرّب على اطلاق النار وإنه يريد أن يستشهد وإن أباه استشهد دفاعاً عن البلد، ليرد عليه الطفل الآخر مذكّراً بمآثر القوات.
وقد اتصل وزير الإعلام زياد المكاري بإدارة تلفزيون «الجديد» وتناولا ما عرضه برنامج «ميني مافيا» في حلقته مع الأطفال. وتم الاتفاق على معالجة ذيول الحلقة وتطويق أي ارتدادات سلبية لها، بما يضمن إعطاء الأولوية لحماية الأحداث ومراعاة الظروف الفضلى لنموّهم في بيئة عامة صحية وسليمة، تراعي مشاعرهم وتواكب اهتماماتهم العمرية، من دون إقحامهم في المجال السياسي أو الحزبي أو الطائفي.
القناة تعتذر وتحذفها عن مواقعها
وعلّق المكتب الإعلامي لوزارة الشؤون الاجتماعية ـ المجلس الأعلى للطفولة على «استغلال الأطفال في سجالات إعلامية». وقال في بيان: «بعد عرض حلقة حوارية تلفزيونية تضم عدداً من الأطفال يناقشون بشكلٍ مستفز مواضيع سياسية لا تتناسب مع أعمارهم شكلاً ومضموناً، واستناداً إلى اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها الدولة اللبنانية، والتي تلتزم ضمان المصلحة الفضلى للأطفال، يؤكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ـ رئيس المجلس الأعلى للطفولة هكتور حجار أنه من غير المقبول زج الأطفال في برامج ديمقراطية لا تناسب أعمارهم وتمسّ بالأمن الاجتماعي والسلم الاهلي، ويستنكر اعداد مثل هذه البرامج التي لم تراع حماية خصوصيّة الأطفال وحياتهم الشخصية وتعرضهم للأذى النفسي والعاطفي الذي قد ينتج عن المقابلة التلفزيونية، بالاضافة إلى خرق وسيلة الإعلام لسياسة حماية الطفل التي تحظر استغلال الأطفال في برامج إعلامية تنتهك القواعد الاجرائية للقانون 422/2002 المتعلق بحماية الأحداث المخالفين للقانون والمعرضين للخطر».
وختم: «عليه، يهيب حجار بالقضاء المعني اتخاذ الاجراءات اللازمة ويتمنى على الأهل تحمل مسؤوليتهم ورعاية أطفالهم بما يناسب صحتهم النفسية ونموهم السليم. كما يؤكد للمؤسسات الديمقراطية كافة، جهوزية الوزارة الدائمة للتعاون عبر المجلس الأعلى للطفولة لتقديم المشورة خلال عملية إعداد وانتاج البرامج لمراعاة معايير الديمقراطي الصديق للطفل وتفادي استغلال الاطفال».
وإثر هذه الضجة الكبرى، اعتذرت «قناة الجديد» عن الحلقة وأصدرت بياناً توضيحياً جاء فيه: «تمّ مساء السبت بث الحلقة الأولى من برنامج «ميني مافيا» الذي استضاف عدداً من الأطفال في إطار عرض مواهبهم الفتية، بهدف تسليط الضوء على إمكانياتهم وابتكاراتهم التي تحتاج إلى دعم إعلامي. وقد تزامن عرض الحلقة مع توقيت انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، حيث اقترح فريق الإعداد استضافة أطفال لبنانيين لإظهار مدى تأثرهم بالبيئة الاجتماعية والسياسية. لكن، وعند مشاهدتها، تبين للقناة أن حواراً بين طفلين في الحلقة قد تجاوز براءتهما وسنّهما، مما دفعها إلى حذفه بالكامل. ولدى بث الحلقة، والتي كانت قد خضعت لمونتاج سريع، فوجئت الإدارة بأن المقطع المحذوف تم بثه عن طريق الخطأ، وهو ما تتحمل مسؤوليته القناة وتُجري حالياً تحقيقاً لمحاسبة المسؤولين». وأضاف البيان «إن قناة «الجديد» التي تعتبر الأطفال عالماً مقدساً وتحافظ في برامجها على خصوصيتهم، تعتذر عن هذا الخطأ الناجم عن إهمال وظيفي، وتؤكد أنه لم يكن هدفها استثمار الطفولة تلفزيونياً. كما تم حذف المقطع المسيء عن جميع مواقع القناة الإخبارية».