اخبار ع النار-تفاعل جمهور منصات التواصل مع التصريحات التي قالوا إنها متبادلة بين وزير خارجية إيران عباس عراقجي ووزير خارجية سوريا في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني.
ونقلت وسائل إعلام عالمية وعربية تصريحات لوزير خارجية إيران قال فيها: “من يعتقدون بتحقيق انتصارات في سوريا، عليهم التمهل في الحكم، فالتطورات المستقبلية كثيرة”.
وأوضح عراقجي بأن “من يعتقدون حاليا بتحقيق انتصارات مؤكدة، لا ينبغي لهم أن يفرحوا قبل الأوان.
وغرد بعدها بساعات وزير الخارجية السوري الشيباني، قائلا -عبر حسابه على منصة إكس- إنه “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا، ونحمّلهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة”.
تصريحات وزير الخارجية الإيراني ورد وزير خارجية سوريا عليها أشعلت جدلا واسعا بين المغردين، فهناك من اعتبر تصريحات عراقجي تهديدات صريحة لسوريا وللثورة السورية، وهناك من اعتبرها من باب النصيحة، خاصة مع عدم استقرار الأمور في دمشق، حسب رأيهم.
واستغرب مدونون من هذه التصريحات التي قالها وزير الخارجية الإيراني، الذي يمثل واجهة طهران الدبلوماسية، وقال سوريون ردا على تصريحات عراقجي “نحن أبناء سوريا نقف سندا وعونا لتصريحات وزيرنا ولحكومة دمشق، وعلى إيران أن تعي الآن أنه أصبحت لسوريا سيادتها، ولن نسمح لها (لإيران) بعد اليوم بممارسة سياستها، التي وصفوها بالتدميرية في سوريا، وأن مشروعها انتهى ولن يعود”، حسب رأي بعضهم.
وطالب مدونون سوريون وزير الخارجية السورية في حكومة تصريف الأعمال بالاستمرار في قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران.
وأشار مغردون إلى أن رد الوزير الشيباني دليل واضح على أن سوريا الجديدة -كما وصفوها- أصبحت ذات سيادة وأنها صاحبة الكلمة العليا، وليست كما كانت في عهد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حين كانت تتحكم روسيا وإيران في جميع مفاصل الدولة.
في المقابل، قال متابعون إن إسرائيل لم تستطع التوغل في سوريا عندما كان نظام الرئيس المخلوع الأسد متحالفا مع إيران، على عكس ما جرى بعد إسقاط نظامه وخروج القوات الإيرانية من الأراضي السورية.
واعتبر مغردون أن تصريحات عراقجي هي أول تصريحات “عقلانية ومنطقية” من الخارجية الإيرانية بشأن الملف السوري منذ سقوط نظام الأسد.
وطالب آخرون بأخذ تصريحات وزير خارجية إيران على محمل الجد بالقول إن “الرجل ينصحكم، والأفضل أن تأخذوا بنصيحته”.
وأشار هؤلاء إلى أن محور ما وصفوه بالحق سوف ينتصر في النهاية، والحرب سجال، وخسارة سوريا ليست نهاية المطاف، وأن الأيام ستثبت للسوري قبل غيره فداحة ما يسيرون عليه الآن.
وهناك من اعتبر أن هذه التصريحات لا معنى لها، فهي خارج التاريخ تماما كما وصفوها، وأضاف هؤلاء أنه إن كنتم صادقين في دعم حماس وغزة، فركزوا على ذلك، وتعاونوا مع أي أحد كان في رأس السلطة بسوريا.
وبعدما أكدت الحكومة الإيرانية أن مباحثات دبلوماسية تجري من أجل إعادة فتح السفارتين في دمشق وطهران، تراجعت طهران عن هذه التصريحات.
وتراجعت المتحدثة باسم حكومة إيران فاطمة مهاجراني اليوم الأربعاء، عن تصريحات بشأن افتتاح سفارة طهران في سوريا، مبينة أن التصريحات التي أدلت بها حول احتمال إعادة فتح السفارة الإيرانية في سوريا في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي قد أسيء تفسيرها، وقالت: “إن إيران ستتخذ قرارها بناءً على سلوك وأداء الحكام المستقبليين في سوريا”ـ حسب ما نقلته وكالة أنباء إرنا الرسمية.
كما أشارت مهاجراني في حديثها خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، إلى أن الوضع الحالي في سوريا غير واضح، مؤكدة أن تقييم طهران للعلاقات مع دمشق سيكون مرتبطًا بالسياسات والأداء الفعلي للأطراف الحاكمة في البلاد.
“تغير مفاجئ”
وأضافت: “ليس من الواضح كيف ولماذا غيرت بعض الدول فجأة مواقفها تجاه سوريا وما هو الهدف أو التبرير وراء ذلك”.
وشددت على أن أي قرار إيراني بهذا الشأن سيكون قائمًا على تحليل دقيق لتصرفات وأداء الحكام السوريين.
وكانت المتحدثة قالت أمس الثلاثاء، “نجري مفاوضات لإعادة فتح السفارتين في البلدين، والطرفان مستعدان لذلك”.