بقلم : علاء عواد
مشاهد مؤلمة نراها كل يوم منذ اكثر من ٧٧ يوما في غزة مشاهد تعرينا تفضحنا أمام أنفسنا في غزة العزة .
أطفال نساء كبار بالسن نراهم شهداء وجرحى لابل لا نرى بعضهم لأن أكثرهم جثامين تحت الأنقاض. من بين تلك الصور ما حفر في قلوبنا وعقولنا ذلك المشهد.
المؤلم للصحفي الفلسطيني “وائل الدحدوح” المراسل الحربي لقناة الجزيرة وهو يجثو على ركبتيه، ويتأمل بعينين دامعتين جثامين أفراد أسرته الذين قتلهم الكيان الصهيوني: زوجته وابنه وابنته وحفيده، في قصف استهدف منزلا نزحوا إليه وسط قطاع غزة في منطقة سبق أن طلب الاحتلال من الفلسطينيين المدنيين التوجه إليها بدعوى تجنيبهم القصف، فإذا به يقصفهم هناك
فقال “الدحدوح” عبارته التي راحت تتردد مئات المرات على وسائل التواصل الاجتماعي: “بينتقموا منا في الولاد؟… معلش” عبارة اختزلت مأساة الفلسطينين في غزة، طرقت آذان ملايين العرب، وتابع معانيها ملايين الأجانب على الشاشات التلفزية
وبعد أقل من 24 ساعة على حادثة استشهاد عائلته، عاد “وائل الدحدوح” يقف مجددا أمام كاميرا الجزيرة ليواصل التغطية الإخبارية للعدوان الإسرائيلي على غزة. وقد عَبّر الكثيرون عن ذهولهم من صلابته ورباطة جأشه وقوة إرادته، وقدرته على أن ينهض ثانية وعلى هذا النحو السريع، معلنا رفضه التخلي عن القيام بواجبه كمراسل حربي، ليُجسّد صورة الصحفي الشجاع الذي يأبى أن تُثنيه مأساته العائلية عن القيام بدوره في تقديم مأساة شعبه وتستمر التغطية رغم الجرح الكبير تلك كلمات البلدوزر وائل الدحدوح الذي لم يشفى بعد من تلك المأساة حتى اتت للفاجعة الاخرى بحقه باستهدافه واستهداف زميله سامر ابو دقه الذي استشهد في تلك الضربة
فعاد ليقول
عزاؤنا الوحيد أن التغطية وهذه الرسالة الإنسانية وهذا الواجب سوف يستمر بكل شفافية وحيادية برغم ألم الفقد والفراق، ورغم استهداف الاحتلال لكافة الزملاء الصحفيين وأسرهم ومكاتبهم وسيارتهم، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا آخر الإستهدافات وآخر الجرائم من الاحتلال، وسوف نستمر في حمل تلك الرسالة الصحفية.
بتلك الكلمات البسيطة نعى الصحفي «وائل الدحدوح» زميله مصور قناة الجزيرة « سامر أبو دقة» الذين استهدفهما الاحتلال أثناء تأديتهما لمهمتهما الصحفية في تغطية ونقل جرائم الاحتلال في ظل عدوانه المستمر على القطاع منذ 78 يومًا بغير هوادة
إذن الدحدوح رجل المرحلة حاله كحال كل الغزيين
من رجال وأطفال ونساء