الهوية الأردنية: أبدية الأرض والسماء

بقلم: سهم محمد العبادي

الهوية الأردنية ليست شعارًا يُرفع أو بطاقة تُبرز عند الطلب، بل هي نبتة ضاربة بجذورها في أعماق الأرض، وساقها شامخة نحو السماء، بأوراق تحكي تاريخًا وحاضرًا ومستقبلًا، وثمرها صبر وكرامة وطيبة.

هذه الأرض التي نعيش عليها، ونتنفس منها لا هوية لها إلا الهوية الأردنية، فهي أرض رسمت هويتها بالدماء التي سُفكت دفاعًا عنها، وبالعرق الذي سال لبناء مستقبلها، وبالأحلام التي زرعها أبناؤها في سهولها وجبالها وأوديتها. ترفض هذه الأرض أي محاولة لفرض هويات أخرى عليها، فهويتها الأردنية ليست خيارًا، بل قدرًا وحقيقة، وهي لا تقبل أن تكون إلا كما أرادها أبناؤها؛ أردنية الوجه والقلب والروح والانتماء.

منذ فجر التاريخ، حمل الأردني رجولةً وعزةً وشموخًا قلّ نظيرها. أبناء هذا الوطن، من القرى والبوادي والمدن، صنعوا هويتهم بطيبتهم ونخوتهم، وأثبتوا للعالم أن الأردني لا يبيع أرضه، ولا يساوم على كرامته. فالهوية الأردنية ليست مجرد كلمات، بل هي مواقف خالدة في سجلات الفخر.

رغم كل التحديات، ظل الأردن دائمًا السند والداعم لأشقائه العرب. فعندما تعصف الرياح بأوطانهم، يجدون في الهوية الأردنية حضنًا دافئًا ويدًا ممدودة بالكرامة والنخوة.

إلى كل عربي لجأ إلى هذه الأرض، كانت الهوية الأردنية مظلة تحميهم، وقلبًا ينبض لأجلهم، ودليلًا على أن الرجولة ليست مجرد صفة، بل مسؤولية أصيلة.

لكل قرية وبادية ومدينة ومحافظة قصة تنطق بالهوية الأردنية. هل رأيت جباه الرجال في الكرك، وهم ينحازون للحق دائمًا؟ هل جربت دفء القهوة السمراء في المفرق حيث يُصبّ الكرم كما يُصبّ المطر في شتاء عجلون؟ هل شممت رائحة الزعتر والشومر والقيصوم التي تحملها غيوم سمائنا الأردنية؟ حتى الطيور التي تحلق فوقها تعرف أن هذه الأرض لها حرمتها وقدسيتها، فهي أرض المجد والكبرياء.

اليوم، وفي كل يوم، علينا أن نُدرك أن الهوية الأردنية ليست مجرد كلمات ننطقها، بل إرث نحمله وأمانة نحميها. إنها مسؤوليتنا أن نُثبت للعالم أن الأردنيين هم أبناء هذه الأرض بحق، ليس فقط بانتمائهم، بل بعملهم وإبداعهم وكرامتهم.

الأردن ليس مجرد وطن؛ هو حياة تسري في عروقنا، وفكرة تنبت في أذهاننا، وحلم نحققه بحبنا له. فليكن شعارنا دائمًا: كل ذرة تراب، وكل غيمة، وكل نبضة قلب… تقول بفخر: هويتي أردنية، ولا هوية سواها.

من تراب الأرض إلى علوّ السماء، هنا الأردن… هوية لا تتبدل ولا تنحني، والسند الدائم لأشقائه العرب. وجمعة مباركة على الأردن العظيم وأهله الطيبين.

إقرأ الخبر السابق

تحذير : أسلوب جديد لتهكير الواتساب

اقرأ الخبر التالي

الرواية الكاملة لهروب الأسد وسر اتصال مفاجئ بالمقداد

الأكثر شهرة