بقلم: د. حازم قشوع
وفق برنامج عمل دبلوماسي واسع تخلله اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف المتداخلة والداخلة، واجتماع مركزى حمل عنوان العقبة إضافة لرحلات ملكيه جابت العواصم الاقليمية جاءت جميعها لبيان أهمية السلام للمنطقة ومجتمعاتها، واستهدفت فى المقام الأول وحدة سورية ووقف إطلاق النار بغزة وتخفيف من حالة التصعيد بالضفة، حتى لا تتغير عناوين الجغرافيا السياسية للمنطقة، وتتبدل سمات مجتمعاتها الديموغرافية عبر حالة الاختراق التى يقوم بتنفيذها نتنياهو باعتباره أداة هدم ومعول تدمير، يتم تجييره لإعادة خلط المحددات الوطنية التي تم إرسائها منذ بيان ترسيم النظام الجديد لهيكلتة التنظيمية.
وحتى تنسجم قواعد الاشتباك في المنطقة مع الحيثيات السياسية الجديدة للبيت الأبيض، فلقد حرص الملك عبدالله باعتباره عميد المنطقة والمتطلع على اسقاطاتها القادمة لقيادة المبادرة التي يمكنها أن تفضي لترتيب البيت الداخلي للمنطقة، وتعزيز حالة الاستقرار فى ربوعها على قواعد تغير من حاله الاشتباك من أدواته الميدانية إلى أخرى سياسية، وتعمل على خفض مستويات التصعيد الى المستويات التي تسمح باطلاق رسالة سلام للمنطقة وشعوبها.
ولعل المعطيات السياسية التي تنسجم مع سياسات البيت الأبيض وإدارته الجديدة بإنهاء ملف التصعيد ووقف حالات الاشتباك، وما واكبها من تغيير حاله النظام السوري من حاله المحور الى بيت التحالف، يقدم أرضية عمل جديدة يمكن الاستفادة منها فى بناء قواعد سلمية جديده وبيان حاله لإعادة إعمار غزة وسوريا ودعم السلطة الفلسطينية من اجل اخذ دورها فى المرحلة القادمة في إدارة الشؤون الفلسطينية بدعم من المنظومة العربية والدولية، وهذا ما يعمد على ترسيمه مع وجود خطة انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة عبر خطة تقوم على الانسحاب المرحلي بواقع عملية تبادل الأسرى، وهو المعطى الذي يجري العمل على بيانه عبر جملة تنفيذية يتوقع أن تبدأ قبل انتهاء هذا العام.
كما ان مسالة إعمار سوريه التى تتم بدعم من تركيا وقطر، لابد أن تكون حواملها عربيه و رواسيها عربيه من اجل بيان هويتها وتعزيز وحدتها، ووقف التدخلات الاسرائيلية فى سوريه لتوسيع جغرافيتها كما فى قطاع غزة والضفة، ذلك لأن الحلول العسكرية التي تقوم بها آلة الحرب الاسرائيلية ستعمل على تقسيم سوريا كما ستعمل على اسرلة غزه والضفه، وهذا لا يخدم أمن المنطقة واستقرار شعوبها كما يدخل في صميم الامن القومي الاردني والعربي، الأمر الذي استدعى ترسيم جملة ملكيه بعناوين الزيارات الملكية الى الإمارات وبناء جمله تصدى بعنوان اجتماع العقبة، وما تبعها من زياره اخرى الى مصر وزياره ولى العهد الملكية لدولة الكويت.
ومن وحى استشراف الملك عبدالله بأهمية حاله التبدل الحاصل في البيت الابيض مع تصريحات دونالد ترامب التى يجيز مضمونها لإسرائيل بترسيم قواعد الاشتباك الحاصله، بعدما قال تصريحا بأن سوريا ليست دولة صديقة لامريكا، وهذا ما فتح شهية نتنياهو لبناء مستوطنات جديدة في الجولان السورية، كما يجيز لها توسيع نفوذه واستمراره بمسألة تدمير الترسانة السورية باستخدام “قنابل الجاذبية” التى تعتبر فى الخانه الذرية وذلك لبسط هيمنته على المنطقه بطريقه عسكريه، وهذا ما يجب ان يتوقف من اجل امن المنطقة وسلامة شعوبها، وهذا ما تعمل على ترسيمه جملة البيان الملكية من اجل امن المنطقة.