اخبار ع النار-قال مزارعون في محافظة إربد إن تراجع الهطولات المطرية هذا الموسم يمثل تحديًا جديدًا للقطاع الزراعي، الذي يعاني من العديد من الصعوبات.
وأشاروا إلى أنهم عادةً ما يبدأون بحراثة الأرض وبذارها في بداية تشرين الأول بعد أول هطول مطري، مما يسهل عملية الزراعة ويوفر الرطوبة اللازمة، إلا أن قلة الأمطار هذا العام أدت إلى تأخير زراعة المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير، التي تعتمد بشكل كبير على الأمطار.
ومع اقتراب أربعينية الشتاء، يزداد قلق المزارعين على محاصيلهم، مؤكدين أن تأخر نمو المزروعات قد يؤدي إلى فشلها. ورغم ذلك، فإن آمالهم معلقة على المنخفضات الجوية المنتظرة في أربعينية الشتاء، التي قد تحمل كميات وفيرة من الأمطار. وأضافوا أن أي تأخير في مواعيد الزراعة سيؤثر سلبًا على المحاصيل.
كما أكد مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران أن الانحباس المطري له تبعات سلبية على القطاع الزراعي والمائي، مؤكدا أنه لا زراعة بدون مياه، وأن الأمن الغذائي مرتبط بالأمن المائي.
واكد العوران أن انحباس المطر له أثر على المحاصيل التي لازالت في بداية مراحلها بالنمو (فتور النمو) كما يؤثر على الزراعات العلفية بشكل عام (القمح والشعير) وهو ما بدا واضحا في تناقص كميات المحاصيل الحقلية.
وبين العوران ان هناك تدنياً في درجات الحرارة في فصل الخريف، إثر على المناطق الإنتاجية، وأن هذا الصقيع يؤدي إلى تلف مساحات واسعة من المنتجات الزراعية وهذا ينعكس سلبا على اسعار الخضار وتكون المعادلة عملية طلب وعرض وكميات المعروضة بالأسواق متدنية فلذلك يرتفع السعر.
وحول مناطق الانتاج في وادي الأردن قال العوران إن درجات الحرارة لم تصل للصقيع دون الصفر المئوي، لكن هناك تباطؤاً في عملية النمو، مشيرا إلى مزارعي اشجار الزيتون تحديدا يعتمدون على مياه الأمطار، وهذا سيصبح عائقاً فيما يخص استخدام الأسمدة العضوية لان مزارعي الزيتون يعتمدون على الأسمدة العضوية او المخمرة وهو ما يحتاج إلى مياه.
وطالب العوران وزارة المياه ان تطلق خطة طوارئ، مبيناً ان تحذيرات خبراء الطقس بمزيد من انخفاض المطري بنسبة ١٥٪ بالتالي سيزيد من الطلب على المياه ولابد ان يكون هناك خطة طوارئ للتعامل مع حالات الانحباس المطري التي نواجهها في هذه الايام.
وأوضح المهندس الزراعي محمد الحبيس، أن تأثيرات تأخر الأمطار أو قلتها في الوقت الحالي ينعكس على المزارعين وعلى الاقتصاد الوطني، بخاصة فيما يتعلق بالمحاصيل الاستراتيجية، قائلا: ان قلة الهطولات المطرية تتسبب في تأخر زراعة محاصيل القمح والشعير، بخاصة البعلية منها، كما يؤثر ذلك على انخفاض منسوب المياه الجوفية. ولفت الحبيس إلى أن تأثر المحاصيل المروية بسبب نقص المياه الجوفية، ينعكس سلبا على المساحات المزروعة في ظل الظروف الجوية السائدة وانحباس الأمطار لغاية الآن، والتي سيؤثر بشدة على هذه المحاصيل، التي زرعت مبكرا، بحيث أن قسما كبيرا منها لم ينبت؛ ما أدى لتعفن البذار في الأرض وتلفها، ومنها ما ظهرت بوادر إنباتية له، لكنها ماتت، ما سيكلف المزارعين غاليا في هذا العام، لأنه سيضطرهم لقلب التربة وزراعتها مجددا، اذا ما استمر انحباس المطر.
وبين الحبيس أن انحباس الأمطار وانعكاساتها على التربة، حدّ من المساحات المزروعة وأثر على المزارعين اقتصاديا، لذلك فإن الحكومة مطالبة بدعم وتشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، وتخفيض أسعار مستلزمات الانتاج من بذار وأسمدة وغيرهما.