أيُّها العربْ قَدْ لا يكونَ قادَتَكم خَوَناً !!!

أيُّها العربْ قَدْ لا يكونَ قادَتَكم خَوَناً !!
الثِقَة بين الشعوب العربية وقادتها قَدْ تكون مأزومة في جوانب كثيرة وغالبًا لدى هذهِ الشعوب عدم ثقة بقياداتها وهناك شبهُ قناعة بأنّ هولاء القادة ملوكًا كانوا أو رؤوساء أو أمراء هُم صناعة الأعداء !! وأنّ وجودهم مُرتَبط بخدمات يُقدّمونها لهولاء الأعداء !! .
إنّ القيادات السياسية في العالم العربي تحكمها الكثير مِنْ التباينات ما بين القدرة والرغبة في العمل وبين الممكن واللازم والواجب في خدمة هذهِ الأوطان !! وَمَدى قُدرَةِ هذهِ القيادات على إتخاذ القرارات الحاسمة ؟ خاصةً لدى الكثير مِنْ هولاء القادة في ظلّ شُح المعلومات والموارد والإمكانات لدى الكثير منهم !! أضف إلى ذلك تضارب المصالح بين هولاء القادة !! فالكل يبحث عَنْ مَصلَحة بَلَدهِ وشعبهِ !! والبعض منهم يبحث عَنْ تمكين حُكمه ولا يعنيهِ مَعَ أي جهة يُنسّق أو بأي طَرف يستعين !! فالغاية لديهِ تُبرر الوسيلة !! والبعض الآخر مِنْ هولاء القادة يُناور ويُحاور ويُناكف بِما تَيَسّر لَهُ مِنْ إمكانات !! .
وإذا ما كانَ الأعداء يُدرِكونَ هذهِ الحقائق عَنْ العالم العربي فإنّ أفضل السُبل لتحقيق أهدافهم يكون بزرعِ بذور الشّك وَعدم الثقة ما بين الحاكم والمحكوم !! وتطوير عَبَثيةِ صناعة المؤثرين في المجتمعات العربية بحيث يكون هولاء هُمْ صانعوا القرارات المصيرية والمستقبلية في بناء المجتمعات !! وَقَد يكون كثير مِنْ هولاء القادة أصحاب الفكرِ والبصيرة المُدركينَ لإمكانياتهم وحدودها والتأثيرات الدولية مُحاصرونَ بالآراء الشعبية أكثر مِنْ مُحاصرتهم مِنْ الاعداء ، والحُكم على قرارات كَثير مِنْ القادة العرب يجب أن يكون محكومًا إلى موازين القوى وإلى المعلومات الحقيقية بعيدًا عمّا تَشيعهُ الصحافة أو مَنْ يُطلقون على أنفسهم بالمحللين بكافة أنواعهم وأقسامهم !! إنّ مَنْ يمتلك المعلومة هُوَ فقط مَنْ يستطيع أن يُؤكد سلامة القرار !! وأنّ مَنْ يسعى لتعميم مفهوم الخيانة على العرب هُوَ في حقيقة الأمر يسعى لترسيخ مفهوم الخيانة والتخاذل عِندَ الشعوب العربية !! .
وإذا كانَ التاريخ العربي حافلًا بزرع بذور الفتنة بينَ العرب بوساطة بعض العرب أنفسهم !! وتحريض الأخ على أخيه ( والشامي على المغربي .. واليمني على القيسي ) !! ونشر مفاهيم الدولة القُطرية على حساب دولة الإتحاد كما فَعل الاستعمار عندما أتهم الشريف حسين بمراسلاته مع مكماهون وإتهامهِ بأنه يعمل ضمن توجيهات الانتداب البريطاني !! وبأنّ العرب خانوا الخلافة الاسلامية !! وأنّ ألعرب هُم صانعوا وداعموا دولة الاحتلال !! .
قَدْ تكون الظروف العربية اليوم هِيَ الاسوأ والأكثر إحباطَاً للشعوب ولكن هذا ليس بِقَدرٍ عَلينا .. وَليس هُوَ بالأمرِ الذي لا مناصَ مِنهُ .. هي ألاعيب دُول وحبائلَ شيطانية تُحاك ضِدّ العالم العربي !! وللخروج مِنها بأقلّ الخسائر لا بُدّ مِنْ إعادة ترميم كثير مِنْ العلاقات ما بين هولاء الحُكّام وشعوبهم !! وإذا ما كانَ مِنْ وَصفة سحرية لهذا الأمر فلا أفضل مِنْ الصدق والمصارحة والمُكاشفة بينَ الطرفين !! فَهل نحن أهل لذاك ؟؟ .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة

إقرأ الخبر السابق

كتلة العمل الإسلامي: أقصينا بعد وعود برئاسة 3 لجان نيابية

اقرأ الخبر التالي

بالصور- إندلاع حريق في بناية بمنطقة صويلح

الأكثر شهرة